لا يوجد لاعب لا يمكن الاستغناء عنه!

عبد العزيز الغيامة

TT

«لا يوجد لاعب غير ممكن الاستغناء عنه أيا كان هذا اللاعب، هذه هي القاعدة الإجبارية لنادي الإنتر».. هذه كلمات «لست من قالها» بل الناقد الرياضي الإيطالي أندريا إليفانتي الذي يكتب في صفحات «لا غازيتا ديللو سبورت» وتنشرها «الشرق الأوسط» جريدة العرب الدولية يوميا، وكتبت سطرها الأول هنا «بتصرف»؛ لأن ما يجري في إيطاليا ينطبق على ما يفكر به مسؤولو الأندية السعودية في الفترة الأخيرة، إذ بدت تصريحاتهم تؤكد أنه لم يعد يوجد اللاعب الذي لا يمكن الاستغناء عنه!!.

أسماء سعودية لافتة مثل ياسر القحطاني وخالد عزيز وسعد الحارثي ومالك معاذ وعبده عطيف.. هذه الأسماء كانت محل «الثقل الفني» في فرقها لكنها اختفت على صعيد العطاء والأداء فكان بعضها عرضة للانتقال لهذه الأسباب كما حدث مع «القناص» بينما كان البعض الآخر من هؤلاء اللاعبين محل امتعاض الكثيرين من الجماهير وغيرهم بسبب عدم التفرغ للعب والاكتفاء بإثارة المشكلات وضرب وحدة الفريق فما كان من «المسيرين» سوى التهديد بالإبعاد عن التشكيلة وحد المطالبات بعرضهم على لائحة الانتقال أو الإبقاء على دكة البدلاء.

كرة القدم احتراف وانضباطية وعمل دؤوب لا يتوقف.. تحترم من يحترمها.. لا مكان فيها للعواطف والمجاملات والمحسوبيات.. لكن الآخرين يريدون للوفاء أن يحضر رغم أن «الوفاء» لا مجال له في عالم الاحتراف، فالمال هو كل شيء وهذه هي الحقيقة؛ لأن الأندية تنعش خزائنها بالمال لا بالوفاء والعواطف والتعصب!!.

قد يكون الوفاء ومحاولات إبقاء اللاعبين الكبار سمة من سمات عقد الثمانينات الميلادية، لكنها بالتأكيد ليست في زمن الألفية الثالثة حيث المال مقابل العطاء.. المال مقابل الانضباط.. هذه هي كرة القدم حتى وإن تغيرت مفاهيمها لدى كثيرين.

أعود للناقد الإيطالي أندريا إليفانتي صاحب عبارة «لا يوجد لاعب لا يمكن الاستغناء عنه» وأجزم أن أندريا ليس مرتزقا، ملمعا، عميلا أو لديه مصلحة مع إدارة إنتر ميلان، لكنه واقعي ومنطقي وهو يرى هذه الإدارة تفكر في بيع القائد الكبير«صامويل إيتو» إلى ناد روسي أو حتى بيع ويسلي شنايدر لمان يونايتد أو غيره!.

رحل ياسر القحطاني على سبيل الإعارة لعام واحد إلى صفوف العين، وكنت أول من طالب قبل بدء الصيف الحالي بتسريح النجوم الذين كانوا عالة على فرقهم، وحددت وقتها ياسر وسعد وعبده وعزيز ومالك.. هؤلاء لم يعودوا نجوما.. كانوا نجوما أما الآن فهم مجرد لاعبين لا يقوون على شيء إلا إذا استعادوا زمنهم الجميل!!.

رحيل «القحطاني» فيه فائدة لفريقه إن أمضى عامه في العين مدركا ما مر به.. إن ابتعد عن الذين أضاعوه، في الوقت الذي كان فيه نجما لا مثيل له في البلاد!!.

إن ما يجري في أندية العالم الكبرى حيث ترك النجوم والبحث عن آخرين ما هو إلا رسالة يجب أن تصل إلى مسامع وعقل كل لاعب «كان نجما»؟!.. عليه أن يدرك ويؤمن أن لا خير في ناد يظل رهينة لنجومية سابقة للاعب ما.. هذه هي كرة القدم لا مكان فيها للعواطف بل الأداء ثم الأداء ثم الأداء!.

[email protected]