من أجبر ياسر على الرحيل؟!

هيا الغامدي

TT

ما من شك في أن خطوة احتراف النجم الرياضي خارج نطاق مستطيل بلده مطلب ملح للغاية، كما أنها ظاهرة صحية يمر بها معظم نجوم دوريات العالم، ليس الأول فحسب، بل حتى «شبه النامي»، عطفا على وجود الأرضية الخصبة من موهبة وتمرس وأداء وإمكانيات.. ولا خلاف.

وفي الفترة الماضية، بناء على إشكاليات كثر نعلمها جميعا، تبددت أكثر من فرصة احتراف كانت أقرب للواقع، لا مجال لذكرها بقدر ما يهم إمعان النظر وإطالته في سبب تلاشيها واضمحلالها، الأسباب والمسببات أكثر، وفوق ذلك لا نزال على القناعة ذاتها الذاهبة بالكبرياء إلى حد «الشنق»، لماذا لا تحترف نجومنا في الخارج؟! ونحن ندرك كأمثلة واضحة أن الخارج الذي نعنيه ليس هو أحد الدوريات القوية أوروبيا أو قاريا أو... وليس ما هو خارج مضمار حدود تراب الوطن وإقليمه كتطلعات.

آخر أنباء الرحيل فجرها «القناص» ياسر القحطاني، الذي انتقل إعارة لموسم لواحد للعين الإماراتي، وعلى الرغم من أن تلك الخطوة في منظورها وسلامة منطقها تعتبر خطوة عادية، فإنها (الطامة الكبرى) لدى كثير من الهلاليين الذين لا يزالون حانقين على إدارة ناديهم لتخليها عن النجوم الواحد تلو الآخر، بل وأتباعها لسياسة (تطفيش) عالية المستوى.

وبصراحة مفرطة، أخشى أن يدفع الهلال الموسم الجديد ثمن تخبطات إدارته «الصغيرة» وفلسفتها الأفلاطونية التي نجحت في «تطفيش» البعض واختياره لقرار الاعتزال مجبرا، في الوقت الذي شن فيه البعض (الغارات) العدوانية والتمرد كهروب وعصيان، أو توجيه رسالة للجهاز الإداري ضاربا بأنظمة الاحتراف وقوانينه عرض الحائط. «العزيز»!! وأظنكم تدركون المعني بخارطة «التطفيش» العظيمة إن كان هناك صحة وأساس لوجودها كدلائل ملموسة.

وإذا كنا نتحدث اليوم عن احتراف ياسر بالإمارات، ولو افترضنا صحة تلك الفرضيات التي جعلته يختار قرار الرحيل مجبرا، عطفا على مضمنات خطابه الأخير بشأن الظروف الخاصة، فأعتقد أنها (خطيئة)، بلا شك، مورست بحق ذهنية متوقدة وموهبة كروية لها ثقلها، ليس محليا بل قاريا، أدركت معنى الاحتراف، أنظمته وقوانينه، ولم تسجل عليها أي حالة خروج عن النص، كغياب أو تقصير، عدا ما هو خارج عن (كونترول) الذات، كانخفاض المستوى الذي يأتي أحيانا تتمة وإفرازا لجوقة من المضايقات وصيحات الاستهجان، شهد بها القاصي قبل الداني، بل وعلى عينك يا تاجر.. أحيانا!

والآن قد اختار ياسر الرحيل من زعيم لزعيم سبقه إليه كوزمين ورادوي وربما..! وهي خطوة إيجابية للاعب، كونها ستشكل فرصة استشفاء حقيقية، وإنهاء لحالة الإعياء التي عاشها الموسم الماضي، فنيا ونفسيا، فالبعد يمارس التنقية والتعقيم لكل السلبيات أحيانا، وأنا على قناعة بأن تلك الخطوة ستكون بمثابة إعادة تأهيل للجو الصحي المعتاد، حتى لو جاءت في دوري لا يزيد عن دورينا، أضواء ولا قوة ولا منافسة، مع احترامي، مقارنة بالدوريات الأوروبية التي نطمح إليها، وأشك بإيجابيته للهلاليين الذين حلقوا بعيدا كخيارات هجومية، الموسم الجديد، في إشارة لإعلان حالة التمرد على مهاجميهم الموسم الماضي.