بل هو قرار ذكي وشجاع

مساعد العصيمي

TT

جمعتني المصادفة مع شرفي هلالي وبعض المنتمين تشجيعا وعملا لهذا النادي وعجبت أكثر العجب من أن فحوى حديثهم لم تغادر انتقال النجم ياسر القحطاني وسط إشارات من هذا العضو والمنتمين الآخرين إلى أن في الأمر تفريطا في مكتسبات النادي قد تفضي إلى تضعضعه.

من جهتي وبعيدا عن حسابات الرد والقيل والقال أؤكد أن العاطفة السلبية هي ما أضر كثيرا بالكرة السعودية بل إنها قد وأدت كثيرا من الأسماء ومنعت فيضا من المكتسبات المالية.

وفيما يذهب إلى القحطاني فأجزم أنه قرار شجاع نم عن وعي احترافي يعيشه النادي العاصمي الأزرق لا يقدم عليه إلا المدركون الشجعان.

بل إنه قد ذهب إلى آفاق مكاسبية كبيرة ومهمة للهلال من خلال جرأته صبت في اتجاهين الأول القيمة المادية الكبيرة التي بلا شك ستفيده والثاني إعادة صياغة نجمه الكبير الذي عانى خلال الموسم الماضي من إسقاطات نفسية أضرت كثيرا بعطائه ونحسب أنه من فرط عاطفته لم يستطع تجاوزها وبات أسيرا لأحد حلين إما أن يستمر محبطا ليطل على فريقه من خلال قائمة البدلاء، أو ينتقل لأجل إعادة صياغة نفسه من جديد وأحسب أن القرار الثاني قل أن تقدم عليه إدارة نادٍ سعودي خاصة إذا كان النجم بقيمة ياسر القحطاني، وسط التأكيد أنه لم يفقد بريقه المهاري.. بل ذهب التأثير إلى تركيزه الذهني.

ثمة أمر في شأن الانتقال أو الإعارة وحسن العمل الهلالي.. فمن يفكر في الإنجازات عليه أولا أن يقيّم جميع أضلاعه وأن يقرأها جيدا قبل ذلك يحسب كل الحسابات ويعي الأفضليات والسلبيات لأجل الوصول إلى عمل متصل نافع في مسيرة الفريق، وأحسب أن مثل ذلك يحتاج إلى خبراء على قدر كبير من الوعي والإدراك وفهم أساسيات اللعبة وخفاياها..

أعود إلى من يثيرون قضية المكتسبات والانتماء أولئك المشيرين إلى أن التنازل عن الأسماء الكبيرة هو بمثابة التنازل عن القيم تجاه فرقهم، وهم هنا يوجهون خطابهم للإداريين واللاعبين وسط عاطفة متأججة.. وهم على عكس الإداري الذي يتجلى فكره على حساب عاطفته!.

لنشدد على أن الانتماء والولاء من الصفات الحميدة والجديرة بالاحترام، لكن في مجال طبع على التنافس وبنيت أسسه على القيمة المادية، ناهيك عن الاستعانة بالمميزين ودعم الصفوف سواء من داخل النادي أو خارجه، فأعتقد أن تلك النظرة مبالغ فيها إلى درجة تجاوزها وعدم الأخذ بها، وعليه كان جديرا أن ندرك أن التنقل والانتقال من فريق لآخر أصبح أمرا لا يثير ولا يدعو للحيرة.

جميل القول إن مسألة التحدث بصيغ المبالغة باتت أقل قبولا لدى المتلقي لأن مقدار الفائدة وما يقدم للفريق هما مقياس القبول والإخلاص ومع ذلك نتمنى أن يكون الفعل الهلالي الذكي منطلقا لتحرر كرتنا كما لاعبينا من الفكر العاطفي المنغلق الذي يعشعش في رؤوس كثيرين من مسيري الأندية؟!

[email protected]