ياسر يخطف البطولة من نور

محمود تراوري

TT

غاب محمد نور هذا الصيف فكانت البطولة المطلقة من نصيب ياسر القحطاني، بينما ظل خالد عزيز محافظا على تسيد بطولة الدور الثاني في سيناريو كل صيف بات يتكرر كما تتكرر منذ عقدين وجوه وأفكار «طاش ما طاش». التصعيد الدرامي كان من نصيب سيناريو ياسر والعين، لحظة التوتر الدرامي كانت صاخبة جدا، قسمت جمهور الهلال إلى نصفين، وربما فئة ثالثة ورابعة تراوحت مواقفها بين الصمت واللاأدري، الصمت واللاأدري موقف، وليس حيادا، لكن ليس دائما، ففي بعض الحالات يكونان قمة الحياد، على نحو ما هو واقع مع شخصيات في تراجديوكوميدي قضية الوحدة مع الهبوط أو التهبيط، لا فرق ما دامت النتيجة واحدة في كلتا الحالتين، الوحدة لن يلعب في دوري زين المقبل انتهت القضية. وكل ما يثار على هامشها هو شيء من اللغط الذي لا معنى له، سوى أن بيننا وبين استيعاب ماهية ومفاهيم القانون مسافة ما زالت غير محددة بالضبط، ولكنها معبرة فقط عن أننا نحتاج إلى مزيد من هذه القضايا لنفهم، إذا ما تماهينا مع ما رافق عقد المؤتمر الصحافي (التوعوي) قبل يومين في هيلتون جدة.

قضية الوحدة دراما الصيف الأكثر تعقيدا دراميا، أفصحت عن أشياء كثيرة، سواء على المستوى الإجرائي في أرض الواقع، أو على المستوى المهني صحافيا، إذ أظهرت القضية - في تقديري - مدى احتياج الصحافة للمختص قانونيا، وأنه الآن لا بد من أن تجد المؤسسات الصحافية في تهيئة وإعداد وتدريب صحافيين رياضيين متخصصين في القانون، بحث لا تترك معالجة القصص الصحافية المتعلقة بأمور قانونية للاجتهادات، والتي غالبا ما تكون عاطفية/ انطباعية، لذلك لا تنجو المعالجة الصحافية من إصدار أحكام بشكل إطلاقي، لا على سبيل التحليل والتكهنات المبنية أساسا على قراءة القوانين من عدة زوايا وفي سياقات مختلفة للوصول إلى حالة القدرة على طرح تخمين مقنع، أو قابل لجدل قانوني رصين.

درس آخر يمكن أن نستخلصه من قضية الوحدة وهو إداري/ تنموي بحت يتلخص في محاولة قراءة إدارة الوحدة للقضية، منذ البدء حتى الارتهان للحظة عفو الآن، كأمنية تنطلق من اللاوعي الذي ينسى أن هناك قانون يحكم كل الحكاية.

حكاية نتابعها بمعالجات درامية أخرى مع عبده أو (عطيف إخوان) وأسامة هوساوي ومختار فلاتة، كلها أعمال درامية لا تقل إمتاعا عن نتاج «طاش ما طاش» وبقية أعمال رمضان الفنية، أقولها تسامحا كي لا قد يغضب من لا يعتبرونها كذلك.

وفي تقديري إننا موعودون مع انقضاء الصيف باستمرار توتر دراما ياسر، وقد تسحب عنه الأضواء قليلا إذا ما انطلقت دارما مالك معاذ.