ريكارد لن يستطيع لوحده؟!

مساعد العصيمي

TT

قد نكون أكثر تفاؤلا بحسن مرحلتنا المقبلة، لكن علينا أن نكون أكثر واقعية حين قراءة ماهيتها وكيفيتها.

لدينا مدرب صارم خبير ذو سجل لافت، لكن هل يكفي لوحده كي يتسنى لنا أن نستعيد بريقنا على القارة الصفراء؟ من جهتي أقول لا وألف لا. هنا يظهر دور العمل الإداري وحسن توجيه الفعل الكبير الذي ستقدم عليه الكرة السعودية، من حيث تهيئة الأجواء لمناخ سليم بعيدا عن الفوضوية وفقدان الأعصاب والتعامل الساذج مع كل المحيطين بكرة السعودية.. غير ذلك، الاستعانة بالكفاءات اللافتة القادرة على إعطاء العمل كثيرا من الفعالية، وأحسب أن إدارة المسحل من واقع خبرتها الضعيفة جدا وهي التي لم تعرف شأنا مماثلا من قبل أندية وهيئات، في محل طلب العون من الجميع. وعليه، ما الذي يمنع من أن ندجج إلى جانب السيد ريكارد ومسؤول المنتخبات المسحل أسماء خبيرة قادرة على المعاونة، تعطي نصائحها وخلاصة تجربتها للرجل حديث العهد بالكرة السعودية وزميله الإداري حديث العهد بالعمل الكروي الإداري.

لدينا قامات ولدينا أسماء وكلها تحسبها قادرة على مد يد العون، ولا بأس هنا أن نضرب مثلا، كما هي حال طارق كيال، وخالد القروني ومحمد الخراشي، ويوسف خميس، ولا أستثني هنا خالد المعجل لأنه في موقع الأهمية أيضا.. يكون دورهم استشاريا وإعطاء التصور الصحيح عن كل لاعب من حيث تاريخه وقدراته وحتى واقعه النفسي، وأشدد على الأخيرة لأنها ذات محتوى مهم للمرحلة المقبلة، ولا أحسب أن معسكرا قصيرا للسيد ريكارد سيكشف الجانب النفسي للاعبينا الذين باتوا أسرى لحالات المد والجزر التي يعيشونها جراء إسقاطات كثيرة يعانون منها.. أقول: إذا لم يتسن للمدرب مثل هؤلاء الخبراء، فأجزم أنه سيعيش مرحلة التخبط طويلا، لا سيما أن عون لجنة المنتخبات سيقتصر على الحجوزات والسكن واستدعاء اللاعبين وتوزيع المكافآت وما شابهها، أما غير ذلك، فلا خبرة ترتجى، أو رأيا فنيا أو تاريخيا عن اللاعب ينتظر.

أهمية المرحلة تتطلب كثيرا من الجهود والتنازلات، وعملا كبيرا علينا أن لا نحسبه يسيرا سهلا!! لأن كارثة كأس آسيا وما سبقها في كأس العالم، قد وضعانا على المحك، لنكتشف أن تأهلنا يرتبط بحسن اختياراتنا، وقبل ذلك بتكاتفنا، ولا يعيبنا أن نلجأ للاستشارة والعمل الجماعي، فمنتخبات عالمية عريقة تلجأ لذلك وأجهزتها مكتظة بالخبراء الفنيين والنفسيين على هيئة مستشارين، يعينون المدير الفني ويسهلون عليه مهمته، في ظل أن الأخير هو صاحب القرار.

أقول: أوَليس الأهم لدينا أن نتأهل من خلال عمل يعبر عن حقيقة كرتنا، لذا يجب أن نعمل كل الأسباب لتحقيق ذلك؟

[email protected]