لكل زمان.. دولة ورجال!!

مصطفى الآغا

TT

قيل الكثير عن ياسر القحطاني وقصة هبوط مستواه (بالمقارنة مع مستواه أيام كان أفضل لاعب في قارة آسيا) وعن موضوع انتقاله أو إعارته لنادي العين الإماراتي التي تم تكذيبها في البداية ولكنه تبين أنها حقيقية مثل حقيقة أن ياسر القحطاني 2007 هو غير القحطاني 2009 أو 10 أو 11.. وللتأكيد على كلامي أذكركم بكلام قاله رئيس نادي الهلال السابق وعضو الشرف المؤثر وصاحب الآراء التي لا تقبل التأويل ولا الرؤية من جهتين أو منظورين الأمير عبد الله بن مساعد الذي صرح في مثل هذه الأيام قبل سنتين أي عام 2009 لبرنامج «صدى الملاعب» عن رأيه في النجمين محمد الدعيع وياسر القحطاني وكان الأمير واضحا «دون عواطف غير احترافية» بأن ياسر لاعب كبير وكي يحتفظ بمركزه كأساسي عليه أن يعود لسابق مستواه. وفُهم من كلام الأمير إلى أنه لا يستبعد أو لا يمانع خروج ياسر من التشكيلة الهلالية لما فيه مصلحة الهلال.. وبعد فترة اعتزل الدعيع ولم تتوقف انجازات الهلال صحبة حسن العتيبي رغم آلاف الدعوات لعودة الدعيع عندما كان العتيبي يحرس الخشبات..

بالتأكيد ياسر القحطاني اسم كبير في كرة القدم السعودية ولكن الأكيد أن الاسم وحده لا يقدم ولا يؤخر في عالم كرة القدم التي شاهدنا فيها أسماء أكبر منه تجلس على مقاعد الاحتياط وهي في عز عطائها أمثال تيفيز وبيرباتوف ومايكل أوين وتشيفشينكو وبالاك ونتذكر أن أمنية أفضل لاعب في العالم مرتين (سابقا) البرازيلي رونالدينهو كانت أن يسافر مع تشكيلة منتخب بلاده التي شاركت في نهائيات كأس العالم 2010 ولكن العاطفة لم تنفعه ولم تنفع من نادوا بضرورة ضمه..

آخر شيء يمكن الحديث عنه في عالم الاحتراف هو العواطف.. وعندما ينتقل ياسر أو غير ياسر من الهلال وغير الهلال إلى أي مكان آخر فهذا لا يعني أن ناديه يفرط في لاعبيه بل هذا يعني أن الإدارة تفكر في مصلحة النادي أولا وأخيرا والعشرة ملايين ريال التي سمعنا أن العين دفعها ليست مبلغا قليلا والخمسة التي نالها ياسر لتسعة أشهر أيضا ليست مبلغا بسيطا قياسا إلى مستواه الحالي وتبدو الصفقة رابحة للجميع فالهلال استفاد ماديا وبقي لاعبه في سجلاته وقد يعود إليه أفضل مما رحل والقحطاني سيدخل في تحدٍ جديد مع جمهور جديد في دوري مختلف وسط ضغوط إعلامية مهما كانت قوية فستظل أقل مما عرفه سابقا والعين راهن على معدن هذا اللاعب ولا أظن أن إدارته تقبل أن تدفع 15 مليون ريال في صفقة خاسرة وهي كسبت الجولة الأولى إعلاميا عندما توجهت كل العيون السعودية... للعين.

لنبتعد عن الكلام العاطفي الذي يؤخر ولا يقدم فإن استعاد ياسر مكانته فهو أمر جيد له وللنادي الذي يلعب له ولمنتخب بلاده وإن لم يتمكن من ذلك فهو قدم ما أهله لأن يكون أفضل لاعب في آسيا فحصد ما حصد من الشهرة والمال والمكانة ولكن.. لكل زمان دولة ورجال..