هو كما غيره من القامات الرياضية الكبيرة التي قدمت وقدمت.. ولم يتسن لنا من فرط تسارع وانشغال، ولنقل أنانية.. أن نقول لهم في حياتهم شكرا.. أو على أقله أن نذكرهم من خلال تكريم.. لو بسيط مبسط.
عفوا يبدو أنني من فرط الألم على ما نفعله بقاماتنا الكبيرة قد تجاوزت ما يجب تجاه من اختاره ربه إلى جواره.. رحم الله عبد الرحمن بن سعيد وأسكنه فسيح جناته فقد كان نعم المؤسس والباني والكريم الذي إذا عُد أهل الفضل على رياضة السعودية فبلا شك سيكون أحد متقدميهم.
فالرياضة السعودية حينما تفقد شخصا بقامته.. فلا بد أن تبكيه لأنه كان محل إثراء وتاريخ قل وجوده.. فمن هو قادر على التأسيس والإنتاج بمثل ما فعل.. ليس ناديا واحدا بل اثنين وزاد بدعم وترؤس كثير غيرهما.. بل أين هو موقع هذين الناديين وأين فعله التأسيسي الكبير.. نرى نتاجهما عبر عنوانين ضخمين في مبنى الشباب ومقر الهلال.. في فعلين كان تأثيرهما ليس على الرياضة السعودية وأجيالها بل امتد إلى القارة الكبيرة.. ليكون الفعل بقيمة المؤسس.
هنا من حق كل منتم للرياضة السعودية أن ينعى هذا الرمز.. فكيف بنادي الهلال الذي فقد أبا حانيا ووالدا غاليا.. كان شخصية فريدة ومحل رقي وإثراء.. عبر بكل تجلي عن الحب والولاء لرياضة هذا الوطن.. لا فرق في عمله العظيم أن تتفق معه أو تختلف.. لكن أبدا لن تشك في حبه وولائه لهذا الوطن ولن تنكر حبه الصادق لأجل الرياضة الخاصة بالنادي الذي تبناه وسقاه وأطعمه وأرسى دعائمه وحافظ عليه بكل ما يملك.. حتى أصبح هلالا كبيرا له حضوره وإنجازه واسمه الذي يجد كل التقدير.
ما الذي علينا أن نفعله له بعد وفاته.. ونحن الذين تعامينا حين حياته.. هذا الفارس الذي لامس المجد لاعبا ومدربا وداعما وقبلها كلها مؤسسا ليسطر في تاريخ الرياضة إنجازات قل من حصل على مثلها.. فهل نتذكره بعمل ضخم أو تذكار يحيي سيرته العطرة؟!
هو لم يسع أبدا لذلك، ومن جهتي عرفته ذا اعتزاز واعتداد بالنفس يغلفهما كرامة وتسامح وترفع نبيل دون أن يفقده الألم طوال السنين التي سبقت وفاته اهتمامه ومتابعته لأدق أمور ناديه الذي عاش طوال عمره يعمل على بناء مجده ورفع رايته وصيانة مبادئه والحفاظ على تاريخه في شجاعة لا تعرف الخوف أو المجاملة أو الانحناء,، وفي الذود عن عرينه بجسارة الأسود وبسالة الفرسان.
إن الرياضة السعودية تودع أحد رموزها الفريدة وقائد المسيرة المظفرة لأحد أركانها المتمثلة بنادي الهلال وندعو الله عز شأنه أن يتغمد الفقيد الغالي عبد الرحمن بن سعيد بواسع رحمته ومغفرته ورضوانه، وأن يسكنه مع الأبرار والصديقين فسيح جناته وإنا لله وإنا إليه راجعون.