«الرؤساء».. عبد الرحمن بن سعيد

عادل عصام الدين

TT

وصفته مرة.. بأنه «رئيس الرؤساء»، وكنت أقصد أنه الوحيد في الرياضة السعودية الذي ترأس 4 أندية. «ويا لها» من أندية!

ترأس ناديين في جدة هما الاتفاق «المنحل» والأهلي.. وترأس ناديين في الرياض هما الشباب والهلال.. بل كان مؤسسا للاتفاق والهلال ومشاركا في تأسيس الشباب.

تلك كانت أهمية عبد الرحمن بن سعيد - يرحمه الله ويسكنه فسيح جناته - على الرغم من أنه اشتهر بكونه مؤسسا للهلال، وإذا كان هذا الرائد الرياضي لم يفعل شيئا في مسيرته سوى تأسيس الهلال لكان ذلك كافيا لوضعه في قائمة أبرز رواد الحركة الرياضية السعودية.

كنت أحد الإعلاميين الذين يحرصون على التواصل معه، لا سيما أنني أحد من يعشقون قراءة التاريخ الرياضي.

وما أجمل اللحظات التي كنت أستعيد فيها الذكريات مع الرمز الرياضي الكبير حين كان يتحدث عن مرحلة «الثمانينات» الهجرية من القرن الماضي وهي بداية متابعتي لمباريات كرة القدم بالذهاب لـ«الصبان وإسلام» أو الاستماع لـ«الراديو»!

ومن يعرف معاناة عبد الرحمن بن سعيد في المرحلة التي سبقتها في كيفية «تثبيت» لعبة كرة القدم مع غيره من الرواد لأدرك مدى متاعب وصمود وإصرار وعشق... و«أهمية» هذا الرجل.

لم يكن من السهل أن تلعب كرة القدم في تلك الفترة فما بالك وأنت تؤسس 3 أندية؟!

فرح كثيرا بزيارتي له في أحد أيام «الخميس» ظهرا، ولم أكن أعرف أنه يخصص ذلك اليوم لأسرته، ولكنه أصر - رحمه الله - على أن أتناول طعام الغداء معه بحضور أبنائه وأحفاده.. وكذلك المشجع الهلالي.. الصديق ناصر الموسى، الذي كنت أرافقه في كل زياراتي للرائد الرياضي عبد الرحمن بن سعيد.

«مجلسه» المسائي يتحول إلى ندوة رياضية، حوارات شيقة وذكريات ممتعة، ولأنني إعلامي «لا يداوم» على حضور مجلسه يوميا فقد كان حريصا في كل زيارة لي أن يطلعني على «قديمه» من «الدفاتر» والذكريات و«جديده» في ما يتعلق بما يخطط له من أجل كتابة تاريخ ما لم يكتب.

في كل مرة كنت أقول له: «من سيكتب.. إن لم تكتب الآن.. وسيمضي الوقت.. ونخسر كثيرا مما لديك»؟!

رحيل عبد الرحمن بن سعيد.. خسارة كبيرة.

وداعا.. لـ«الرؤساء».. والرائد الرياضي.

[email protected]