مؤامرة ريكارد وياسر

مسلي آل معمر

TT

في السنوات الـ10 الأخيرة أشرف على المنتخب السعودي عدد من المدربين الذين كان أغلبهم، للأسف، يهمه بالدرجة الأولى استمرارية العقد ربما أكثر من أي أمر آخر؛ لأنه يدرك أنه إذا ما أقيل سيبقى عاطلا في منزله لفترة طويلة، هذه العينات من المدربين قد تبحث عن رضا المسؤول وتتقبل تدخله، قد تتأثر بضغوط الإعلام، كما أنها قد تنفذ ما يطلبه المشجعون.. وهنا زاد اللغط طوال السنوات الماضية حول التدخلات في تشكيلة المنتخب الوطني، التي لا يمكن أن يجزم بوجودها من عدمه أي شخص ما لم يكن لديه دليل مادي.

شخصيا، كنت أطالب، مع بعض الزملاء، بتكليف مدرب عالمي قدير ذي شخصية قوية وإعطائه الصلاحيات كاملة وحرية العمل لمدة كافية؛ لأنني أثق تماما أن المدربين الكبار لا يمكن أن يقبلوا «مجرد النقاش» في صميم عملهم الفني؛ لذا فإن اللاعبين، على الأقل، سيشعرون بعدالة القرار الفني، وأن قرارات الضم والإبعاد لا تصدر بتأثيرات إدارية، وهذا الجانب له أثر كبير داخل المعسكر.

وعلى الرغم من أنني كنت أتوقع أن هذا الموال سينقطع مع إعلان التعاقد مع ريكارد لما يملكه من سمعة عالمية، فإن مرض الشك لدى البعض يبدو أنه وصل إلى مرحلة متقدمة، فأصبحوا يتحدثون عمن كان يقف خلف إبعاد محمد نور وضم ياسر القحطاني، وكأن ريكارد سيهز رأسه موافقا إذا طلب منه ضم هذا وإبعاد ذاك، وكأن إدارة المنتخب ستتدخل منذ أول أسبوع عمل للمدرب، كما تناسينا أن محمد نور تجاوز الرابعة والثلاثين، وأن المدرسة التدريبية الهولندية بالذات تعتمد على اللاعبين الشباب وعلى الكرة الجماعية، بينما محمد نور من عينة اللاعبين الذين لا بد أن تبنى عليه خطة المدرب، وهذا السبب من ضمن الأسباب التي جعلت مانويل جوزيه يستغني عنه العام الماضي.

ما أود أن أقوله: لا أعتقد أن ريكارد قد كون تصورا عن الملاعب السعودية ولو بنسبة 30% من النسبة المفترضة، فقد يكتشف مثلا بعد شهرين أن ياسر غير مفيد للمنتخب، وأن محمد نور هو النجم الذي لا يمكن الاستغناء عنه، الأمر الآخر الذي أراه هو أن ريكارد قد وقع عقدا كبيرا بقيمة 9 ملايين يورو، وإذا تم التدخل في عمله فإن النتيجة هي الحصول على قيمة العقد كاملة والعودة إلى بلاده وليس لديه ما يخسره؛ فلديه السمعة التي تجلب له كل يوم عرضا جديدا؛ لذا لا أظن أن ريكارد «سيداري لقمة عيشه» كغيره من المدربين، كذلك الحال ينطبق على محمد المسحل، رئيس إدارة المنتخبات، فهو رجل الأعمال وصاحب التأهيل الأكاديمي والخبرات العملية الكبيرة، وهذا النوع من الإداريين أعتقد أنه جاء ليصنع النجاح لنفسه وإذا لم يجد البيئة التي تساعده فإنه سيترك المجال لغيره ممن يبحثون عن البقاء فقط.