«الحمقري» عربجي برتبة مدرب؟!

مساعد العصيمي

TT

لم أكن قادرا على مواجهة صديقي وهو يشدد على أن كرة القدم قد فقدت كثيرا من ألقها الأخلاقي خلال مباراة برشلونة وريال مدريد.. لأن ما حملته تلك المباراة التي وصفت بأنها الأقوى والأفضل والأكثر مشاهدة.. كان بعيدا عن أخلاقيات كرة القدم التي بدأنا تلمس سموها الأخلاقي والتنافسي وباتت عنوانا لمنافسات رياضية تستحق الإشادة.

لن ننكر القيمة الفنية الكبيرة للمباراة.. ولا ذلك السمو المهاري الذي تجلى بأجمل صوره.. ولا حتى مناهج اللعب التي كدنا من فرط إعجابنا بها أن ننسخها ونجبر كل مدرب محلي أن يتتلمذ على تقنياتها.

كل شيء جميل.. الجماهير والتنظيم والتحكيم، إلا شيئين اثنين أطلا برأسيهما وكانا وكأنهما رجس من عمل الشيطان.. أولهما تلك العنصرية البغيضة التي جعلت من الاحتكاكات بين اللاعبين تعبيرا عن الحقد الدفين بين كل ما هو مدريدي وكتالوني.. هو في تعبيره ليس مخاشنة بل محاولة إيذاء.. يندرج في ذلك تلك الألفاظ العنصرية التي استاء منها أكثر من لاعب.. وكأن ميدان الناديين الأعظم في العالم باتا محل تنفيس وحقد.. ويا عزة الله على من هم في هذا الشأن التقني العالي والتفكير الاحترافي الكبير.. فكيف ننظر على متعصبينا والمتطاولين ممن ينتمون إلينا.

الشأن الثاني تلك العقلية التدريبية الفذة التي يحملها مدرب الريال مورينهو.. وأجزم أنها فذة وخارقة.. وكل الصفات التي تقترب منها.. لكنها عقلية مركبة على تصنيفات حيوانية ووفق مفهومنا بالعربجة التي لا تصدر إلا ممن لا يوازن بين فكره وتصرفه.. ولعل في مورينهو بلادة ذهنية لا تستحمل الخسارة لتقلبه فورا إلى عربجي لا يعرف إلا اليد والسوط وكل ما من شأنه أن يخرجه عن طور الإنسانية الجميلة التي كان حريا أن تليق بمدرب كنا نحسبه عظيما.

أقول إن ما بين متعة المواجهة الأبرز في العالم كنا سنجد بعض العذر لعنصرية اللاعبين وتدافعهم لقلة وعي أو حيلة أو لشنن جماهيري أعياهم قبل المواجهة أو أثناءها.. لكن مهما عملنا فلن نتجاوز التصرف الأرعن القبيح حيث لم نستطع أن نجد له عذرا.. فذلك النرجسي العربجي مورينهو ما فتئ يرفض الخسارة وفق أساليب الجهلة.. ولعلنا أدركنا تماما حين تصرفه الفرق بين الحمق والاتزان، الذكاء والغباء، العبقرية والحميرة «مأخوذة من الحمار».. وأجزم أنه من فرط خلطه بين العبقرية التكتيكية والحميرة التصرفية حين الخسائر.. بات يستحق لقب الحمقري.

ثمة أمر مهم جدا في إشكالية المدرب الخارج عن كل النصوص.. وهو ما ذهب إلى أن «أل مدريد» رفضوا تصرفه.. بل إن هناك من بينهم من طالب بإبعاده.. لكن ماذا عنا كعرب حينما يخطئ منتمٍ لنا كخطأ مورينهو أو أفدح.. بلا شك سنتهم المنافس واللجان والاتحاد وسننتصر له بكل أخطائه.. «وحنا للسيف....».

[email protected]