أوان نور

مصطفى الآغا

TT

الأكيد أن فرانك رايكارد مدرب «كبير قياسا على سيرته الذاتية» والأكيد أن نجاحاته مع برشلونة أو منتخب هولندا ليست بوابته التلقائية للنجاح مع المنتخب السعودي لأن الظروف كلها مختلفة.. والأكيد أن رايكارد لم يشاهد لاعبي الدوري أو المنتخب بشكل يضمن له رؤية كاملة لكل لاعب ولو افترضنا أنه بنى أحكامه على مباراتي هونغ كونغ فهذا يعني أن قائد المنتخب محمد نور يجب أن يكون خياره الأول لأنه كان متوهجا بكل ما تعنيه الكلمة من معنى..

والأكيد أن شخصية رايكارد لا بد وأن تنعكس على قراراته التدريبية وحتى الشخصية، ويبدو أن الرجل من تاريخه التدريبي يحب المغامرة بالأعمار الصغيرة ولكن الأكيد أيضا أن الشارع الرياضي من حقه أن يعرف سبب استدعاء لاعب وخروج لاعب فما بالكم إذا كان هذا اللاعب هو قائد المنتخب وصاحب جماهيرية كبيرة جدا في بلده وحتى خارجها وهو المتوج قبل أيام فقط في استفتاء موقع برنامج «صدى الملاعب» كأفضل لاعب عربي في الألفية الجديدة بعد منافسة من طرف واحد مع 20 نجما عربيا آخرين من بينهم ياسر القحطاني وسامي الجابر ومروان الشماخ ومجيد بوقرة وعنتر يحيى وأسامة دراجي ومحمد أبو تريكة وأحمد حسن والحضري وآخرون..

سبب الإشارة إلى الاستفتاء أن أكثر من 150 ألف زائر صوتوا لنور ليس لتاريخه السابق فقط بل لأدائه الكبير مؤخرا خاصة في الأشهر الماضية وهو ما أطلق العنان لحملة تساؤلات لدى الشارع الكروي عن سبب استبعاد نور من تشكيلة الأخضر الحالية وعودة ياسر القحطاني الذي ليس في أفضل أيامه ولم يشارك أصلا في آخر مباراتين تابعهما رايكارد أمام هونغ كونغ..

عدم صدور بيان أو تصريح حول أسباب خروج نور ترك الباب مُشّرعا أمام القيل والقال وهو آخر ما يحتاجه أي منتخب يريد أن يبدأ رحلة تصفيات كأس العالم 2014 والأهم أن اللاعب رقم 12 (أي الجمهور) وحتى نور نفسه من حقهم أن يعرفوا سبب عدم استدعائه حتى يتم إغلاق هذا الملف مرة وإلى الأبد.

فنور يقول إنه سيعتزل اللعب دوليا في حال بقي خارج التشكيلة ويبدو قرارا صائبا في حالة هذا اللاعب الذي يرغب في إنهاء حياته الدولية موجودا في نهائيات كأس العالم فإن لم يكن فيها فليس له أي طموح آخر ولكن البعض يحاجج أنه سيكون في الرابعة والثلاثين وقتها ولن يكون خيارا مقبولا أو معقولا وهنا نصبح كمن يتحدث عمّن سبق من؟ الدجاجة أم البيضة وهل وصل المنتخب للنهائيات كي يتم الحديث عما بعد الوصول؟ وسنظل ندور في حلقة مفرغة بين مؤيدين ومعارضين في الوقت الذي يمكن فيه لبيان بسيط أن يضع حدا لكل هذا الجدل.