عطيف وإضراب اللاعبين..!

منيف الحربي

TT

إن لم أكن مخطئا فأول حالة إضراب في تاريخ كرة القدم كانت في الأرجنتين قبل أكثر من ستين سنة.. وهذا الأسبوع كان تأجيل انطلاق الدوري الإسباني بسبب إضراب اللاعبين واحدا من أبرز أخبار اللعبة في العالم، حيث أعلنت نقابة اللاعبين المحترفين أن السبب هو وجود متأخرات لـ(200 لاعب) تقدر بخمسين مليون يورو..!!

لاعبو الدوري الإيطالي بدورهم هددوا بمحاكاة زملائهم الإسبان والإضراب، وذلك احتجاجا على نظام التعاقد الجديد الذي يزعمون أنه يقف في صف الأندية تماما، حيث بدأت القضية عندما رفض اللاعب فابيو غروسو ترك يوفنتوس لصالح الميلان قبل عام واحد من انتهاء عقده، لأن اللاعب بعد انتهاء الموسم سوف يكون حرا في اختيار الفريق الذي يريد.

الوضع ليس جديدا.. فقد حدث في النرويج قبل أشهر حينما أضرب معظم لاعبي الدوري، وقبل أيام نجح تدخل مدرب الإسماعيلي المصري في احتواء اعتصام لاعبي فريقه وكانت بداية الأزمة بين النجم حسني عبد ربه وإدارة النادي التي سلمته شيكا من دون رصيد وما زال الوضع متأزما.. بل حتى على مستوى المنتخبات، نتذكر موقف لاعبي المنتخب الفرنسي في نهائيات كأس العالم بجنوب أفريقيا عندما قاطعوا تدريبات المنتخب تضامنا مع زميلهم أنيلكا الذي طرد أثناء البطولة بسبب موقفه مع مدربه دومينيك.. وقبل سنتين رفض أعضاء نقابة اللاعبين في بوليفيا الانضمام للمنتخب الوطني بسبب ما قالوا إنه «عدم اهتمام بشكاوى اللاعبين وعدم تقليل الضرائب المفروضة عليهم»!

محليا.. يتابع الجميع هذه الأيام موقف اللاعب عبده عطيف مع ناديه (أو العكس)، حيث أصدر النادي بيانا يؤكد تخليه عن اللاعب لأسباب ربما يرى عبده أنها قد تضر بسمعته أو تؤثر سلبا على مستقبله، نظرا لورود إشارات مثل (الحفاظ على استقرار الفريق ووحدة لاعبيه..) وغيرها من الإيحاءات، وجاء رد تركي المقيرن، وكيل أعمال اللاعب، بأن إدارة الشباب تمارس أسلوبا خاطئا مع نجمي الفريق عبده وأحمد وأن موضوعهما سيصعد لرئيس اتحاد القدم..!

لا شك في أن اللاعب السعودي ربما تخفى عليه الكثير من طرق الحفاظ على حقوقه نتيجة تغييب صوته، وعلى الرغم من مرور سنوات على تطبيق الاحتراف فإن تعامل معظم اللاعبين مع (الواجبات والحقوق) ما زال يعتريه التخبط وتؤثر فيه التدخلات!

في كل الأزمنة والأماكن يسمع الناس صوت اللاعب من خلال رابطة اللاعبين، لكن غياب هذه الرابطة عندنا يجعل الأصوات (الفردية) تضيع وسط متاهة النظام ونفوذ القوى بالأندية.. فهل يعلق عبده الجرس؟

فاصلة

رحم الله الأمير محمد العبد الله الفيصل وتغمده بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته.. ودعنا الرياضي الكبير والشاعر الجميل في هذه الأيام المباركة، فعسى الله أن يتقبل دعاء الجميع له، وأن يجعل ما أصابه في ميزان أعماله وأن يلهم أهله ومحبيه الكثر الصبر.