لننسَ نور الآن!

أحمد صادق دياب

TT

بالتأكيد تتجه القلوب والعيون ليلة الغد إلى الدمام حيث يلتقي منتخبنا الوطني بالمنتخب الأسترالي القوي، ولا أريد أن أدخل في تفاصيل فنية عن اللقاء أو التحدث عن أهميته، فأنا مؤمن بأن القراء والرياضيين أصبحوا الآن أكثر وعيا من كثير من المحللين والكتاب، وأنا منهم، ويفهمون في الخطط وأسلوب اللعب وتكتيك المباريات، ويشرحون ويفصلون ما يجري بشكل أفضل من بعض المشاهير الذين لا نفهم ما يقولونه على الشاشة.

عامل مهم جدا قد يلعب في صالح المنتخب السعودي وهو عامل الجو، فالمباراة التي تُلعب في المنطقة الشرقية في نهاية الصيف الحالي، ولا تزال نسبة الرطوبة مرتفعة فيها، تستقبل المنتخب الأسترالي الذي يعيش فترة الشتاء القارس هناك في قاع الأرض، فبعد طيران يزيد على عشرين ساعة وفترة راحة لن تتعدى 48 ساعة، سيكونون أمام مواجهة جديدة أمام شباب تعودوا على اللعب في هذه الأجواء القاسية بالنسبة للزوار.

وإذا أردنا أن نستفيد من هذا العامل لصالحنا فعلينا أن ندفع الأستراليين إلى بذل جهد أكبر في الملعب واستهلاك طاقة أكثر للحاق بالكرة وباللاعبين، وعندها قد نتمكن من استغلال نفاد الطاقة الكامنة لديهم ربما قبل نهاية المباراة.

يجب أن لا نركن إلى مستوى المنتخب الأسترالي أمام المنتخب التايلاندي، فالأخير تطور مستواه كثيرا ولم يعد ذلك الذي يمكن تركه خارج الحسابات، وقد يكون المنتخب القادر على تحديد من يصعد عن المجموعة، خصوصا عندما يلعب على أرضه وبين جمهوره.

لا أريد أن أتحدث عن المنتخب الأسترالي وعن نجومه فأنا أثق أن إدارة المنتخب السعودي قد جمعت من المعلومات أكثر مما حصلت عليه أنا، ولكن لا بأس من القول إن علينا أن نتنبه كثيرا للكرات العرضية من الأطراف والرؤوس المندفعة من الوسط، وهو الأسلوب الدائم للكرة الأسترالية.

هل من المهم أن نناقش أسباب إبعاد نور عن المنتخب أم نركز على ما هو مهم الآن في هذه المرحلة؟ وأن ندعم الموجود في القائمة من الشباب الراغبين في إثبات استحقاقهم، فبالتأكيد لا تهم الأسباب فالأهم هو أن يكون للقرار آثار تنعكس إيجابيا على نتائج المنتخب.

علينا أن لا نبالغ في وصف قوة المنتخب الأسترالي، كما أن علينا أن لا نحاول أن نقلل من إمكاناته، فعلينا أن نحترمه بالدرجة الأولى، دون مبالغة أو قصور.

ألوان الأندية لا بد أن تختفي تماما في ظل وجود الأخضر الشاب، وعلينا أن نستمد من وحدة هذا الوطن الكبير وتناغمه ما يدعم أننا جميعا يد واحدة، ويعزز ما نشعر به جميعا أن كل إنجاز لهذه الأرض هو إنجاز يسجل باسمنا جميعا، وليس باسم أندية محددة.