الواقع الكروي السعودي.. كيف هو؟!

صالح بن علي الحمادي

TT

هل نحن كـ«مجتمع كروي سعودي» نظلم المدرب الهولندي «الأسمراني» فرانك ريكارد، بالحكم عليه منذ بدايات إشرافه على الجهاز الفني للمنتخب السعودي الأول لكرة القدم.. بل حتى من المباراة الأولى؟!!

الإجابة: «لا شك» نعم.. فالواقع الكروي السعودي «الحالي» يذهب ليقول إن الكرة الخضراء، التي ظلت في واجهة الكرة الآسيوية لسنوات عديدة منذ «1984» ليست كما كانت، بل هي تشهد تراجعا خطيرا، واقعا مريرا على عشاقها الواقعيين.. لا الحالمين!! أو المتعصبين!! جهلا!! وقصر نظر فني وميداني؟!!

أيها الأحبة «من محبي الكرة السعودية».. لو كانت عناصر الكرة السعودية «الكبيرة» في مستوى عطاءات نجوم الثمانينات والتسعينات «الميلادية».. لربما قبلنا الحكم على مخرجات ريكارد وبسرعة.. لكن في ظل التردي الحالي.. لا السيد ريكارد «ولا غيره» يستطيع «استحضار» عصا «سحرية» للتحليق بنتائج الكرة السعودية؟

صحيح أن بوادر منتخبات الفئات السنية تبشر بآمال عودتها إلى سابق عهدها.. بعد سنوات عجاف عصفت بها كوادر إدارية لا تمتلك أي خبرات أو تجارب ميدانية ناجحة.. لكن منتخب الكبار لا يزال تحت وطأة التأثر بالمخرجات «السنية» السابقة.. ولذا، الأمر خطير في المقبل من المنافسات القارية.. في تصفيات كأس العالم 2014 في البرازيل!!

أسوق هذه المقدمة من باب الإنصاف للقائمين على شؤون الأخضر من إداريين وفنيين.. وإن كنا نأخذ على مدير شؤون المنتخبات «الزميل» محمد المسحل تسرعه، وقبل مباراة مهمة أمام أستراليا، بالإعلان عن أن المدرب باق مع الأخضر لكأس العالم 2014 بالبرازيل فحسب! بل حتى بعد ذلك ولمدة طويلة الأجل، مؤكدا أن هدفه تصحيح أخطاء الماضي بقصر أعمار مدربي الأخضر معه؟!!

في هذه التصفيات.. ومن الليلة.. أمام الأصفر الأسترالي، الكرة في مرمى لاعبي «الملايين» ماذا عساهم فاعلين؟

عقب سقوطهم «الشنيع» أمام اليابانيين على أرض الدوحة ونتائجهم السيئة جدا في النهائيات الآسيوية، لا تزال ثقة عامة الجماهير وعقلاء النقاد المستقلين «بصراحة» مفقودة، بل مفقودة جدا جدا.. وما عليهم سوى إثبات عكس ظنون الجماهير ورؤى النقاد وتفاسير المحللين؟!

نعم.. يا لاعبي الأخضر «أيا كانت الأسماء؟!» أنتم كجيل حالي تنعمون بتثمين «مادي» عربي غير مسبوق.. لكن مردوداتكم الفنية لا تقارب بجيل النعيمة وخليفة وماجد وعبد الجواد والثنيان وجميل ورفاقهم.. ولا حتى أسلافهم سامي وأنور ومسعد والدعيع محمد والخليوي والمهلل.. وغيرهم من الأسماء التي لا تنسى، من جيلين جلبوا البطولات والإنجازات تباعا تباعا!!

نزال الليلة الذي يعد «واحدا» من أهم نزالات الكرة السعودية «المفصلية» امتحانا حقيقيا لاستجلاء.. واقع الكرة السعودية.. كيف هو؟!

نتمنى من الأعماق أن يثبت النجوم أنه بألف خير.. وكل عام وأنتم بخير.

[email protected]