شيء للمنتخب

مساعد العصيمي

TT

اليوم ومنتخب السعودية يخوض إحدى أهم مواجهاته، يتراءى لي سؤال مؤلم بمحتواه صعب في جوابه.. فحواه: لماذا حين المواجهات المهمة للمنتخب السعودي تكثر المناقشات التافهة وعبارات التشكيك الباهتة حول المنتخب ومسيريه؟

من جهتي، ومن خلال متابعة دقيقة، آمنت بأن مثل ذلك واقع مرير تعانيه الكرة السعودية.. فما الذي نكسبه من إثارة متعلقات تافهة لا تسمن ولا تغني من جوع؟ من نوعية لماذا هم احتياطيون في ناديهم وضمن القائمة؟ ما الفرق بين نور وياسر؟ لماذا يحيى الشهري؟ معتز أم غالب؟ أين الفريدي؟ وهلم دواليك، لأقول: إن من التفاهة الشيء الكثير الذي قد يطول به المقام.

هنا لا أحجر رأيا كان، لكن أن يكون المنطلق لأجل التقويض ومن خلال دوافع تعصبية لأندية محلية فأحسب أننا نضر بلادنا ببلاهتنا وسوء تقديرنا للأحداث.

قد يقول قائل: إن سوء النتائج الأخيرة للمنتخب هو ما يفضي إلى ارتفاع عقيرة الشكوى والتداخل. وأرد عليه: إن الأمر ليس كذلك، وحتى المنتخب يفوز ويمتاز تحضر المقارنات والتشكيكات بالقوائم بالإداريين بالمدربين.. حتى واتحاد الكرة أراد أن يقتلع القلق باختيار محايد من المنطقة الشرقية لإدارة المنتخبات، فالأمر كما هو.. ولم يبق لنا إلا أن يتم اختيار لاعبين من أندية بعيدة غير معروفة ولا بأس أن نلبسهم شعار المنتخب.. لعلنا نسلم من الغثاء والنواح اللذين أدرك الجميع أن هدفهما هو التقويض ليس إلا، وأن هناك نعرة تعصب أخذت بتلابيب حب الوطن ورمته بعيدا.

يعلم الله أنني لم أكن أرغب بأن أكتب مثل ذلك، لكن لأن الأيام الفائتة قد شهدت كثيرا من الإسقاط المضر، بما دعا رجل الرياضة الأول أن يخرج عن صمته ويرد مباشرة برسالة فحواها رفض مثل ذلك وإنكاره وكأنه يشير بين سطوره إلى أن «مثل ذلك عيب فهو منتخب الوطن الذي يهمنا جميعا».

قد نتجاوز الأمر لو كان حديثا جماهيريا عبر وسائل الاتصال الحديثة أو عبر المنتديات المفتوحة، لكن أن يصدر من أولئك الذين تسبق أسماءهم كلمة إعلامي، فاليقين أن الأمر مؤلم.. ليس على المنافسين لأنديتهم بل على منتخب الوطن الذي يحتاج إلى كل الدعم والإيثار.. لا النبش والتذكير بالسيئات وإثارة النعرات والموجعات!

نسيت المواجهة المهمة.. وليس في قلمي شيء أقوله سوى أننا سنكون على الموعد بقلوبنا وأبنائنا ينازلون الكنغر الأسترالي.. سنحييهم وندعمهم.. وسنفرح بفوزهم.

[email protected]