تصرفات بالوتيللي ومدونة برانديللي الأخلاقية

لويجي جارلاندو

TT

لقد سارت عدم قناعة برانديللي، مدرب الآزوري، ببعض تصرفات المهاجم بالوتيللي، وبشكل عام، بسبب الطريقة التي يتدرب بها اللاعب خلال الأيام الحالية هي موضوع الساعة، إلى درجة قد تعرض المهاجم الإيطالي لطرد مدوٍّ. ورغم أن برانديللي يشعر بخيبة أمل كبيرة تجاه اللاعب فإنه لم يفكر مطلقا في تنفيذ ذلك، غير أنه قرر النظر مباشرة في عين بالوتيللي، ولعل هذا اللقاء سيتضمن أسئلة من هذا النوع: بالوتيللي، إلى أي مدى ترتبط عن حق بهذا القميص؟ وإلى أي مدى أنت مستعد للعطاء من أجل الباقي مع هذه المجموعة؟ هل حقا لديك رغبة في التغير، والكدح؟ هل تعرف أن ما تفعله سيؤثر بشدة على استدعائك في المرات القادمة؟

ولم تظهر على بالوتيللي علامات السعادة خلال عملية الإحماء التي كان يقوم بها بداية الشوط الثاني من مباراة إيطاليا أمام جزر الفارو. كان من المفترض أن يتم الدفع بالمهاجم على الفور، ولكن رغم الدوافع المتوافرة كان إيقاع اللاعب في عملية الإحماء أقل من الحد الأدنى. كان كل ذلك تحت أنظار زملائه. وعليه لم يستطع برانديللي أن يدفع به مع بداية الشوط الأول بل اكتفى بمنحه آخر 7 دقائق فحسب. ويضع دائما المدرب الذي حرص على أن تكون هناك مدونة أخلاقية يتم تطبيقها على لاعبي المنتخب ولم يتردد لحظة في معاقبة كاسانو ودي روسي على تصرفاتهما، في اعتباره التصرفات التي قد ينتج عنها ظهور أمور سلبية في صفوف المنتخب. ومن أجل ذلك، أعاد برانديللي النظر في قرار الدفع ببالوتيللي أساسيا اليوم أمام سلوفينيا. إن إغراء الوجود في قاعة المؤتمرات وتكرار ما كان يقوله مورينهو، مدرب بالوتيللي السابق في الإنتر (ماريو لم يشارك لأنه لم يتدرب بشكل جيد) لم يكن ليجد فرصة أفضل من هذه، غير أن برانديللي صرح عقب لقاء جزر الفارو قائلا: «كان يتعين علي الدفع بماريو من بداية الشوط الثاني). لقد فضل مدرب الآزوري ابتلاع هذا الموقف وعدم إثارة أي مشكلات.

إن تشيزاري يعرف جيدا أنه لو قام اليوم بإرسال بالوتيللي إلى المدرجات وعدم ضمه إلى القائمة التي ستشارك في المباراة قد يعني تحطيم اللاعب نفسيا. ولذلك، وفي حال عدم وقوع أي أحداث ملتهبة جديدة، سيجعل برانديللي مهاجمه يجلس على مقاعد البدلاء، حتى وإن كانت محاولات اللاعب للدخول في اعتبارات المدرب في الساعات الأخيرة قبل لقاء سلوفينيا، كما كنا نطمح، لم تبدأ بشكل جيد. فصباح أول من أمس كان بالوتيللي هو آخر من خرج من غرفة خلع الملابس (مع جوسيبي روسي). وقام برانديللي، الذي كان يقف في وسط الملعب بين بقية اللاعبين بمعاقبته بنظرة حارقة. وفي موقف مثل هذا، من الأفضل أن يعتني اللاعب حتى بالتفاصيل.. مثل الـ«آي باد» الذي يحمله معه دائما، صحيح أن هذا الجهاز ليس شيطانا وأنه مثل السماعات التي يضعها جوسيبي روسي حول أذنيه ومثل أجهزة الـ«آي باد» التي يحملها زملاؤه الذين يزداد تركيزهم بالاستماع إلى الموسيقى قبل المباريات.. ولكن مما لا غبار عليه أن رؤية لاعب، يعاني بالفعل من عدم التركيز في تدريباته وهو مسترخ على مقاعد البدلاء وممسك بين يديه الحاسوب اللوحي، قبل المباراة، أمر لا يشعر برانديللي بالراحة. وليس من الضروري أن تظل دائما مع كاسانو في مؤخرة مجموعة اللاعبين، عندما تحين ساعة الركض حول الملعب. صحيح أن الوجود في مؤخرة الفريق ربما يكون مريحا بعض الشيء غير أن الاجتهاد من حين إلى آخر، من خلال الظهور في مقدمة الصفوف ليس بالأمر الهين في عين برانديللي.

وسنظل دائما نقف إلى جانب صبر برانديللي (الذي ليس خالدا بالطبع) وصراعه الذي يطمح إلى أهداف بعيدة من خلال ابتلاع المواقف الصعبة والسكوت على بعض الأمور. ليس فحسب لأن بالوتيللي هو صاحب أفضل موهبة إيطالية كروية، ولكن لأنه شخص يبحث عن ذاته من خلال صراع مع نفسه ومع العالم من حوله.. إنه قدر ليس بالهين ولا يزال اللاعب في حاجة إلى المساعدة. وإذا نجح برانديللي يوما ما في الوصول باللاعب إلى هذا الهدف فسيكون أدرك غاية قيمة سنجني ثمارها في تصفيات أمم أوروبا 2012.