استبعاد إنزاغي من دوري أبطال أوروبا أمر مؤلم

أومبرتو زابيلوني

TT

إن دوري أبطال أوروبا من دون إنزاغي أمر صعب، ولهذا السبب كان قرار أليغري، مدرب الميلان، باستبعاد مهاجم الميلان المخضرم من قائمة الفريق الأوروبية وهو شيء مؤلم دون شك، على الرغم من أن المدرب قام، في السابق، بكل هدوء وبابتسامة كبيرة، بإقصاء نجوم مثل رونالدينهو وبيرلو وتغيير أفكار لاعبين محنكين مثل سيدورف. إن إنزاغي يعيش من أجل دوري أبطال أوروبا، وتؤكد الإحصاءات خطورته وفعاليته في هذه البطولة التي سجل فيها 50 هدفا، ترتفع إلى 70 إذا أضيفت إليها الأهداف التي أحرزها في باقي البطولات الأوروبية. وأسوأ شيء يمكن أن يواجهه في الحياة هو إبلاغه أنه لا يدخل ضمن قائمة الميلان التي تخوض دور المجموعات في أبطال أوروبا. وما قيمة وجوده مع الميلان إذا لم يتم استغلاله في البطولة التي يجيد فيها إلحاق الضرر بالمنافسين «ولعل مورينهو يذكر ذلك جيدا»، وما معنى أن يتم ضم 4 مهاجمين فقط إلى القائمة الأوروبية وترك المهاجم الوحيد الصريح خارج القائمة؟ ولماذا لم يضم أليغري اللاعب الشاب الشعراوي للقائمة إذا كان لا يثق في إنزاغي؟ كلها أسئلة لا بد أنها تدور الآن في عقل إنزاغي وعقول جماهير الميلان التي أمطرت جريدة «لاغازيتا» بالرسائل والاتصالات من أجل دعم نجمها المحبوب إنزاغي.

جدير بالذكر في البداية أن غاتوزو كان لا بد أن يدخل ضمن القائمة حتى يتمكن من قضاء عقوبة الإيقاف لمدة 4 مباريات التي وقعت عليه الموسم الماضي، وكان ينبغي أيضا ضم اللاعب الشاب دي تشيلي للقائمة؛ لأن الميلان يجب أن يلتزم بإشراك نسبة معينة من لاعبي فريق الشباب في البطولات التي يخوضها. وكان من الواجب على أليغري أن يستغني عن أحد المدافعين أو لاعبي الوسط في القائمة ويضم إليها دي تشيلي؛ نظرا لأن المهاجمين الـ4 لا يمكن الاستغناء عنهم. ولكن من اللاعب الذي كان من المفترض أن يخرج من القائمة؟ هل هو بونيرا، أم ميكسيس الذي لا يزال مصابا؟ لم يكن الاختيار سهلا؛ نظرا لأن تحديد الضحية ضمن لاعبي خط الوسط الـ8 أمر صعب للغاية. إن الأمر اللافت للانتباه هو أن الميلان يعتبر الفريق الوحيد بين الفرق الإيطالية الـ5 التي أكملت المسيرة في البطولات الأوروبية، الذي يضم في قائمته 4 مهاجمين فقط، بينما تضم قائمة جميع الفرق الأخرى عددا أكبر من المهاجمين. لكن أليغري يمكنه الرد بأن بواتينغ المعروف بانطلاقاته الهجومية يمكن اعتباره مهاجما.

فهل يعني ذلك أن إنزاغي يجب أن يستسلم للأمر الواقع؟ كلا؛ لأن اللاعب على الرغم من بلوغه سن الـ38 ما زال يحتفظ بلياقة جيدة وقدرة على المشاركة، وما زال لديه أمل في الانضمام للقائمة الأوروبية في الجزء الثاني من الموسم؛ حيث تكون أهدافه أكثر تأثيرا وحسما، لكن فرصة إنزاغي بالطبع في إحراز الأهداف أمام الفرق الأقل قوة في دور المجموعات وتجاوز الإسباني راؤول غونزاليس هداف البطولات الأوروبية كانت أكبر، كما أن إنزاغي كان ليبذل جهدا مضاعفا ويتألق بشكل أكبر أمام فريق برشلونة، أقوى فرق المجموعة. لكن إنزاغي سيكون سعيدا على أي حال إذا سجل هدفا حاسما للميلان في دور الـ8 أو دور الـ4. ويدرك المهاجم المخضرم، الذي سجل أيضا في نهائي أبطال أوروبا، مذاق الأهداف في المراحل الحاسمة؛ لذلك يجب عليه ألا يستسلم وأن يتحلى بالصبر، مثلما كان يفعل دائما، لا سيما بعد الإصابة الشديدة التي لحقت به الموسم الماضي. ولن يكون من السهل بالنسبة لأليغري التخلص من لاعب مثل إنزاغي.