من سرب القائمة؟!

مساعد العصيمي

TT

عن ماذا نكتب؟.. عن الخسارة القاسية، أم عن المدرب، أم الإدارة، أم عن الجماهير التي من فرط حبها لمنتخبها ظلت ملتصقة بسياج الملعب واقفة تنتظر أن يحن عليها هذا المنتخب؟!

أولا ثمة حديث نسمعه بشأن أن هناك تغييرات كبيرة للقائمة سيقوم بها المدرب ريكارد، فهل استمرأنا البحث عن ضحية.. وحيث إننا ليس بإمكاننا تغيير المدرب فاللاعبون هم الحلقة الأضعف؟.. ألم ندرك جميعا أن هؤلاء هم الأفضل، وكل ما كانوا يحتاجونه هو الاستعداد الأمثل والتوظيف الجيد والمباريات التجريبية المفيدة.. كانوا ضحية للتخبطات والمناهج السريعة التغيير من قبل المدرب.. مما أفقد بعضهم التركيز.. فكيف نلومهم؟.. علينا أن نكون أكثر حصافة في التعامل مع لاعبينا.. كي يكونوا منتجين فاعلين.

وعلى الجانب الآخر، نجد أنه من غير الجدير أن يحاسب ريكارد، فالتخبطات التي قام بها كانت نتاجا لكونه ما زال في مرحلة التعرف على لاعبيه.. وهل بإمكان مدرب أن يصل إلى نتاج متميز وهو حتى لم يحفظ أسماء لاعبيه إلى الآن؟.. وكان لزاما أن نعينه لا أن نقذف به في وسط مجهول، وعلى أقله أن يكون المدرب البرازيلي الذي قاد التصفيات الأولية أمام هونغ كونغ ضمن طاقمه مؤقتا.

وعليه، فالملام هو اتحاد الكرة الذي يدرك موعد التصفيات ولم يبادر بالتعاقد المبكر، وهو حديث تم إشباعه لكن كان من الممكن أن نستدرك الأسباب التي تعيننا.. لا أن نقذف ريكارد في وجه العاصفة وحده.. وحينما كتبنا من قبل أنه «ليس المدرب وحده»، وذكرنا أن أهمية المرحلة وضيق الوقت يستلزمان لجنة فنية محلية مع ريكارد تعاونه في بداية المشوار، لم يلتفت أحد وكأن المدرب قادر على اختصار الزمن وحده.. حاليا الحظوظ لم تنته، وفي الأفق بعض أمل لعل وعسى، وما علينا إلا أن نعطي المدرب الفرصة كاملة لاستيعاب لاعبيه من خلال الدوري، بعيدا عن الضغوط والتكلسات والمطالبات بالمحاسبة والإقصاء.. ومن ذلك نرى أن المؤتمر الصحافي الذي يراد من خلاله أن يظهر ريكارد ليس في محله لأنه لن يعيد مباراة أستراليا.. وكل ما نريد منه أن يفكر في القادم، لا أن نستمر كعادتنا نبارزه ونحاسبه حتى يفقد تركيزه هو الآخر!

قبل أن أختم فمن حقي كما غيري أن أسأل عن القائمة الأساسية التي ظهرت عبر الإعلام والمنتديات ومواقع التواصل قبل المباراة بأكثر من 30 ساعة.. حضرت بكل متغيراتها وبطريقة اللعب ومراكز اللاعبين.. ما نعلمه أن من يعلن القائمة عادة هو المدرب، لكن ريكارد لم يقل شيئا.. والأدهى والأمر أن المسؤولين سبق أن صرحوا للإعلام بأن المدرب لا يعلن تشكيلته إلا قبل المباراة بساعتين.. إذن من الذي اخترق السياج الريكاردي الحديدي ولقط القائمة من فم العصفورة وسربها؟!.. السؤال موجه للاتحاد السعودي لكرة القدم.

[email protected]