«جيد» في الأولى.. «راسب» في الثانية!

عادل عصام الدين

TT

فرحت.. بعد مباراتنا الأولى أمام عمان.. و«يا فرحة ما تمت»!

وعندما سألوني عن رأيي بعد «افتتاحية» عمان قلت إن الأداء لم يكن ممتازا.. ولم يكن سيئا.. وعطفا على الأداء والنتيجة أستطيع أن أقول إن الفريق السعودي كان جيدا.

الجديد في المباراة.. ظهور الدفاع بمستوى أفضل مما كان عليه في الدوحة، ونجح الفريق في استغلال الأطراف خاصة حين تكون الكرة في متناول الفنان عبد العزيز الدوسري. أما الهجوم فكان الأضعف.

التشكيلة بدت مقبولة والتغييرات منطقية والتعادل في نظري ليس عادلا.. فريقنا استحق الفوز.

أما في المباراة الثانية.. فكانت النتيجة عكس المتوقع.. وتفاءلت كثيرا.. وصدمت كما صدم كل سعودي شاهد منتخب بلاده وهو يظهر بهذا الضعف والوهن أمام المنتخب الذي كنا نراه يمثل بلدا لا يهتم إلا بالرجبي وألعاب أخرى.

وإذا كان منتخبنا جيدا أمام عمان فأراه «راسبا» أمام أستراليا.

صدمنا المدرب بتغييراته العناصرية في وقت لا تقبل فيه مثل هذه المباريات أي تغيير.. والكارثة أن تكون التغييرات غير مبررة.. ولا منطقية.. كان يلعب حسن معاذ في الوسط الأيمن.. هكذا فجأة دون وجود أسباب قوية مقنعة.

اتصل بي إعلامي سعودي كبير وفوجئت بمشاهدته ومتابعته للمباراة وكانت ملاحظته هي: «هذا منتخب منفوخ».

وأضاف أن الإعلام الرياضي السعودي أوهم لاعبينا بأنهم لا يقلون عن نجوم العالم.. كل التركيز على العقود والصفقات والملايين.. أما عن العطاء فحدث ولا حرج!

واتصل بي رئيس ناد سابق عرف بخبرته الإدارية الواسعة ونجاحاته الكبيرة وإنجازاته المشهودة كرئيس.

قال لي الرئيس السابق: «أين نجومنا من الاحتراف الخارجي؟!».

انظر كيف استفادت الدول المجاورة من احتراف لاعبيها في ملاعبنا. ثم كيف تنتج منتخبا قويا والأجانب يسيطرون على «المراكز» المهمة في صفوف فرقنا؟!

وبعيدا عن الرأيين السابقين أقول: نعم لقد أخطأ الجهاز التدريبي ولا أجد له العذر رغم قصر التجربة، ولكن اللوم الأكبر يوجه للاعبين بلا شك.

أخطاء فردية متكررة.. وروح مفقودة.. ووسط ضائع.. ودفاع مهزوز.. وهجوم لا وجود له.

المؤلم جدا في المسألة.. أن منتخب أستراليا المتطور بدا واثقا جدا من الفوز. لعب بارتياح وكأنه كان ضامنا الفوز وقد اتضح ذلك من رد فعل اللاعبين بعد كل هدف في مرمانا.

فرض الأستراليون كلمتهم.. وكانت «شخصية» الفريق الأسترالي هي الأقوى إلى درجة أننا كنا نتوقع هدفا أستراليا في كل لحظة من لحظات المباراة. اتضح الفارق في «الاستراتيجية» والانسجام والثقة والأسلوب.. والأجسام.

إنها هزيمة قاسية جدا.. وضربة في الصميم.. وها نحن نعود للوراء مجددا.

تذكرت بعد أن اكتسحت تايلاند الفريق العماني 3 - صفر ما قاله أحد لاعبي تايلاند إن المنافسة ستنحصر بين أستراليا وتايلاند وإن الفريق السعودي سهل. وكان التايلاندي سعيدا بعدم وقوع فريقه مع اليابان أو كوريا الجنوبية.

[email protected]