يصنع أم يقود؟!

عادل عصام الدين

TT

يركز الإعلام الرياضي المصري هذه الأيام على المدرب القادم لتدريب المنتخب المصري لكرة القدم خلفا للمدرب المصري الشهير حسن شحاتة الذي تولى تدريب فريق الزمالك بعد أن قاد منتخب بلاده كمدرب محققا العديد من الإنجازات.

وقد أفردت الصفحات الرياضية في مصر مساحات واسعة للجانب التدريبي وتطرقت للأسماء المطروحة وأبدت رأيها في الكثير من الأسماء، وقد استمعت للخبير المصري فتحي نصير الذي يتولى مهمة الإدارة الفنية في الاتحاد المصري لكرة القدم وسمعته وهو يطرح سؤالا يراه مهما حيث يقول: «هل المدرب الذي سنحضره سيصنع أم يقود؟!»، ويرى الخبير المصري أن المرحلة الحالية بعد النكسات الأخيرة ودخول مرحلة جديدة تتطلب الصناعة وليست القيادة، وأن مصر تحتاج إلى من يصنع لها منتخبا جديدا قادرا على استعادة الأمجاد الماضية. وتساءل عزمي مجاهد عضو اتحاد الكرة مستغربا: «لماذا نستعجل؟!.. ما دام أن الدوري لم يبدأ بعد، ثم إن الفريق المصري ليس مرتبطا باستحقاقات تتطلب الاستعجال».

وقد تردد اسم المدرب الأميركي برادلي الذي يعتبر الأقرب لتولي المهمة.

هذه التوطئة تقودني للحديث عن «صدمتنا» إثر خسارة فريقنا الوطني لكرة القدم أمام نظيره الأسترالي وكنت قد كتبت رأيي الفني حول مباراتي عمان وأستراليا واستغربت أن يلجأ المدرب فرانك ريكارد إلى تغيرات عناصرية رغم أن مباراة أستراليا لم تكن ودية.

وفي هذا السياق أطرح.. ما سبق أن طرحه الأشقاء في مصر وأسأل بدوري: هل هي مرحلة صناعة أم قيادة؟!

الإجابة من وجهة نظري الشخصية أنها مرحلة قيادة لأننا في واقع الأمر نخوض تصفيات أزعم أنها أهم من كل البطولات على اعتبار أن من يتفوق في هذه التصفيات سيصل إلى نهائيات كأس العالم.. فهل هناك بطولة أهم من كأس العالم؟!

صحيح أن المدرب جديد.. يحتاج إلى أن يتعرف على كرة القدم السعودية، وهو يخوض تجربة مختلفة جدا خلال مسيرته التدريبية.

وصحيح أن المنتخب السعودي في أمس الحاجة إلى إجراء تغييرات جذرية، لا سيما بعد أن مر بهزة عنيفة في نهائيات آسيا الماضية. وصحيح أن كرة القدم السعودية إجمالا تعاني الأمرين من الناحية العناصرية.. وكذلك من الناحية «الاستراتيجية».. والتخطيط طويل الأجل.. وكان من المفترض أن تبدأ هذه التغييرات الجذرية فور العودة من الدوحة مباشرة.

أما وقد تأخرنا كثيرا في التعاقد.. وبدأ المدرب العالمي الجديد مهمته تزامنا مع انطلاقة التصفيات، فإن المنطق يقول إن المرحلة تتطلب القيادة أكثر من الصناعة وإن فرص إجراء تغييرات واسعة تبدو ضيقة وغير منطقية ألبتة.. ومن هنا وجهت الانتقادات للتغييرات العناصرية تحديدا مع اعترافنا وتأكيدنا على أهمية وضرورة احترام وتقدير فلسفة ونهج وفكر المدرب الجديد.

المفاجأة تمثلت في «الاختلاف» الكبير بين تشكيلة المباراة الأولى.. وتشكيلة المباراة الثانية.

وأدعو الله.. أن يوفق المدرب ريكارد في المباريات القادمة وأن يصل إلى تشكيلة ثابتة وأن يفرض شخصيته وفلسفته وفكره على النحو الذي ينقذ سمعتنا فيما تبقى من مباريات.

[email protected]