أين صيانة الملاعب يا رعاية الشباب؟!

عبد العزيز الغيامة

TT

فوجئت وربما صُدمت وأنا أشاهد مباراة الاتحاد والتعاون في افتتاحية الجولة الأولى من دوري زين السعودي للمحترفين الجمعة الماضي، ليس لسوء الدفاع الاتحادي الذي تنتظره مهمة صعبة بعد غد الأربعاء أمام سيول الكوري الجنوبي، وإنما لسوء أرضية ملعب الأمير عبد الله الفيصل.. تصوروا أول ما أظهرت القناة الناقلة الحصرية للدوري تساءلت عن سبب ظهور الملعب بهذا الشكل المسيء لكرتنا السعودية، وقلت حينها: هل هي الدقة والجودة في النقل التلفزيوني، أم هو التجهيز من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب باعتبارها المسؤول الأول والأخير عن صيانة الملاعب في كل المناطق السعودية؟!

أتذكر أن الرئيس العام لرعاية الشباب، الأمير نواف بن فيصل بن فهد، أعلن عن توسعة مدرجات ملعب الأمير عبد الله الفيصل، حينما استضاف نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال في 25 يونيو (حزيران) الماضي، واستغربت أن التوسعة لم تتم في المدرجات، وزاد الأمر سوءا بأرضية سيئة لا تراها إلا في الملاعب البدائية!!

قبل عام ونصف العام تقريبا، احتج نادي الشباب السعودي على أرضية الملعب الذي ستقام عليه مباراته أمام فريق تشونبوك موتورز الكوري الجنوبي بسبب رداءة الملعب، واضطر الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وقتها، إلى الضغط على الفريق الكوري ليعيد زراعة الملعب خلال فترة لم تتجاوز الـ4 أسابيع تقريبا ووسط عودة الذاكرة لملعب الفريق الكوري تساءلت عن حق فريق مثل سيول، الكوري الجنوبي، أن يحتج على أرضية ملعب جدة!!

ليس ملعب جدة فقط معنيا بما يعانيه من سوء أرضية، بل حتى ملعب المدينة المنورة يعاني أيضا، ومن شاهد مباراة الأنصار والأهلي أمس أيقن أن منشآتنا الرياضية أكل عليها الدهر وشرب، وفي ظني أن غالبها لم يعد صالحا للعمل، والأسباب كثيرة، بيد أنني سأبتعد عن الأسباب، وسأذهب إلى ما يسمى صيانة الملاعب وأسأل: يا ترى أين هي من ملاعبنا؟ ما السر في ظهور غالبية الملاعب السعودية بهذا الشكل المتواضع وكأنها لا تمثل كرتنا ورياضتنا؟!

أول من أمس، أشار رئيس لجنة الاحتراف وشؤون اللاعبين، الدكتور صالح بن ناصر، إلى أن اتحاد الكرة السعودي يعاني ماديا لأن ميزانيته لا تتجاوز 20 مليونا، لكن الخبير الرياضي المخضرم ربما لم يفطن إلى أن هناك شركات راعية للمنتخبات تدر نحو 40 مليونا في العام، وأن هناك شركة راعية تقدم لهيئة دوري المحترفين السعودي ما يصل إلى 45 مليونا في العام، وأن الحقوق التلفزيونية إلى قبل شهرين تقريبا كانت تعطي اتحاد الكرة السعودي نحو 150 مليون ريال في العام الواحد، بل إن العقوبات التي تعرضت لها الأندية السعودية جميعها في العام الماضي درت لخزينة اتحاد الكرة ما لا يقل عن 5 ملايين ريال!!

أدرك جيدا أن المال سبب في ارتقاء كرتنا وتحسين وضعنا الرياضي، لكنني في الوقت ذاته مؤمن أن حسن الإدارة يجعلنا في أفضل حال، ولنا في الاتحادين الأردني والسوري دليل على ما أقول، فعلى الرغم من أوضاعهما المالية السيئة فإنهما يقدمان كرتهما بشكل رائع على صعيد آسيا!!

[email protected]