الميلان يمتلك كل شيء للفوز «في إيطاليا»

أريغو ساكي

TT

مثلما يحدث في العادة، تبدأ بطولة دوري الدرجة الأولى الإيطالي بعد صيف حافل بالمشاجرات، والمشكلات، لكن الأمر وصل في النهاية هذه المرة إلى إضراب اللاعبين، وتأجيل انطلاق أولى مباريات الدوري. ومن الواضح أنه في مثل هذا المناخ السلبي للغاية ربما يصبح التجديد والتطور مستحيلا؛ فالملاعب غير المناسبة والتي عفى عليها الزمن هي صورة بلدنا.

ومنذ 50 عاما ونفس هذه الاستراتيجيات موجودة تقريبا، فقد أساء الإداريون استخدام ميزانيات الأندية في البحث الهمجي عن الفرد الذي يحل لهم، على وجه السرعة، مشكلة ندرة التخطيط والمشروعات المبتكرة. فهناك من يحاول بالفردية حل مشكلات رياضة العنصر الأساسي فيها هو الجماعية. غير أن الأبطال لا يمكن شراؤهم، إنما يُخلقون من خلال بيئات هادئة وإيجابية، ثم عن طريق أفكار وخيال وثقافة المدربين الذين يتاح لهم لاعبون مؤهلون للمشروع، وإن كانوا موهوبين فسيكون ذلك أفضل.

المشكلات: من الواضح أنه في بيئة مليئة بالتوتر والخلافات، يصبح المدربون مثل دون أبونديو، أحد أبطال رواية «I promessi sposi» للكاتب أليساندرو مانزوني: حيث توجد جرة واحدة من الطين المصبوب بين العديد من الجرات المصنوعة من الحديد. إن فرقنا يطرأ عليها شيء قليل من التطور، تلعب بخوف، ودائما ما ينشغل لاعبوها ومسؤولوها بالخسارة بدلا من التفكير في الإبداع والابتكار. والنتائج تكون، للأسف، سلبية، فقد تم إقصاء فريقي روما وباليرمو من قبل سلوفان براتيسلافا السلوفاكي وثون السويسري، هذين الفريقين اللذين ليسا على نفس قدر الأندية الإيطالية من حيث الاستثمارات والتاريخ، بينما تعرض فريق أودينيزي للهزيمة على يد أسوأ فريق لنادي آرسنال الإنجليزي خلال السنوات العشر الأخيرة. لكننا لا نزال نفكر في لعبة كرة القدم بطريقة خمسين عاما مضت، ونبذل قصارى جهدنا للابتعاد عن العنف والكــــره والحقد والنزاعـــات المستمرة.

من أجل الفوز: فلنتظاهر نحن أيضا بأن كل شي يسير على ما يرام، ولنتحدث عن بطولتنا المحلية. في أوروبا، تفوز الفرق بالعمل الجماعي، بينما في إيطاليا يتحقق الفوز بالأفراد. وعليه يظل الفريق المرشح رقم 1 لحصد هذا اللقب هو الميلان الذي بإمكانه الاستفادة من إدارة ناد ذات خبرة ومنافسة، ومن مجموعة اللاعبين ذوي المهارات العالية أمثال إبراهيموفيتش، باتو، روبينهو، نيستا..). كما تحمل صفقات الشراء الأخيرة (أكويلاني، نوتشرينو، تايوو، ميكسيس) مزيدا من المهارة الفردية للفريق، لكن إذا كان الميلان يرغب في أن يكون بطلا في أوروبا، سيتعين على أليغري، مدرب الفريق، رفــــع مستوى اللعب الجماعي.