ذاكرة قصيرة!

عادل عصام الدين

TT

«نعم.. إنهم الأفضل الآن، لكن عبارة (عبر التاريخ) غير منطقية أبدا. الميلان كانوا يصنفونه بالأفضل في التاريخ عندما كان يجمع فرانكو باريزي ودنادوني وأنشيلوتي والنجوم الهولندية ريكارد وخوليت وفان باستن إلى جانب المدرب ساكي. لكن من يذكرهم الآن؟!

الكل يتحدث عن برشلونة. كرة القدم لها ذاكرة قصيرة. عندما يبرز فريق آخر في المستقبل ويهبط مستوى برشلونة، سيتحدث الناس عن الفريق الجديد وينسون برشلونة الحالي».

السطور السابقة قرأتها مؤخرا عبر «الأقوال» الأسبوعية وهي للمدير الفني الكبير فيرغسون، ويبدو واضحا أنه غير راض عن كون فريق برشلونة أفضل فريق في التاريخ، بدليل أنه يذكرنا بالميلان «التاريخي» في مرحلة ريكارد وخوليت وافن باستن ودنادوني وأنشيلوتي.

ومع أن برشلونة خسر بالتعادل أمام الميلان قبل يومين وبقيت مباراة «الإياب» بين العملاقين، إلا أن برشلونة لن يتأثر بالتعادل من ناحية «السمعة»، فلا يزال هذا الفريق الذي يقدم شتى ألوان فنون كرة القدم في موقعه وسيمضي وقت طويل - كما أرى - قبل أن يتيح الفرصة لغيره لكي يتقدم.

كرة القدم ليس لها ذاكرة قصيرة في رأيي، أي إنني أختلف مع رأي فيرغسون ويختلف الكثيرون، بدليل أن برازيل عام 1970 بقيادة بيليه لا يزال في الذاكرة.. وكذلك برازيل سانتانا عام 1982. وسبق لي أن تطرقت كثيرا لأفضل فرق التاريخ بناء على آراء «عالمية»، حتى الفريق «الميلاني» الذي يتحدث عنه فيرغسون يعتبره بعض خبراء الكرة على أنه من بين الأفضل في التاريخ.

انتهى ذلك الجيل الذهبي لـ«الميلان» وسينتهي هذا الجيل «الذهبي» بقيادة تشافي، لكن العروض التاريخية لا يمكن أن تنسى.

فيرغسون.. عملاق التدريب «الأسطوري» نفسه قدم لنا أكثر من جيل «ذهبي»، لا أستبعد من يأتي لكي يضعه أو يصنفه كأفضل فريق في التاريخ، لا سيما ذلك الجيل الذي قاده الفرنسي كانتونا. ولكن، حين يأتي الحديث عن «جماليات» وجاذبية ومتعة الأداء، فإن ثمة اتفاقا بين الكثيرين على «برشلونة» الحالي.. و«برازيل» بيليه.. و«ريال مدريد» ديستفانو، ربما كان الميلان الأفضل في التاريخ في تلك الفترة كما يقول المدرب الأسطوري، لكن ما نشاهده من برشلونة حاليا ربما يمسح ما سبق أن شاهدناه من الميلان على مستوى الفرق وليس المنتخبات.

ويبقى أن أشير إلى أن المسألة في النهاية أقرب إلى «الرأي الشخصي»، ولا معايير دقيقة في هذا السياق.

«برشلونة وميلان»... نبحث عن مزيد من المتعة في مباراتهما القادمة.. وعن «أفضلية» تاريخية وسباق مثير بين فريقي الفن والجمال.

[email protected]