«شهادة الجابر».. بين الطموح والهروب!!

هيا الغامدي

TT

قد لا يكون منطقيا بعرف الحسابات العقلانية أن تلتقي المتناقضات لتصب عند نقطة اتفاق واحدة كالخطين المتوازيين تماما ولكن حينما نتحدث عن رياضي بدأ مسيرته الرياضية واختتمها وربما للآن وحتى وهو يواصل بحقل آخر.. غير!! سامي الجابر وما حملته سيرته الكروية من فصول كان الاختلاف عليها بين نقيض وآخر أهم الصراعات الدائرة ولا عجب!!

فسامي اللاعب لم أسمع أو أشاهد أو ألتق أحدا خرج برأيه حياله عن أحد اثنين إما إعجاب منقطع النظير أو «......» شديد اللهجة ولن أسميه كرها أو تحطيما لاختلاف الأذواق غير أنه حالة من حالات النقيض بعيدا عن الرمادية فعند الحديث عن الجابر تضمحل الآراء وتختفي بين أسود أو حالك أو بياض ناصع والرأي العام سيد الموقف بين الاثنين!!!

والآن والجابر يعمل مسيرته بعد ختام مشواره الرياضي كلاعب لا تزال الكاريزما المعهودة ذاتها وإن اصطبغت بالصبغة الإدارية بداية كمدير للكرة الموسم الماضي كان الاختلاف والانقسام في الآراء أيضا سيد الحكام مسألة يقيم التجربة، وأيضا حتى وهو يختار حقلا آخر ليعمل ولو لفترة مؤقتة كمدرب سواء برغبة منه أو بتزكية تنشطر الآراء بين نجاحه وفشله!

قد تكون حقيقة اختلاف الآراء مسألة اعتيادية تقابلني وتقابل «س» و«ص».. وهذا صحيح ولكنني أتحدث عن ظاهرة لازمت رياضيا أغلب فترات حياته ولا تزال حتى وهو الآن قد بدأ التفكير وبشكل جيد - مع احترامي - فالجابر كإداري وهي التجربة الأكثر طولا وعمقا وربما تأثيرا بعد أن ترك الساحة الكروية كلاعب ربما أحدث عدة تغييرات وربما «انقلابات» خاصة فيما يتعلق بمسائل طرحناها كثيرا كتطفيش النجوم ومحاربتهم.. وربما كان لتلك المفردة حقيقة أخرى غائبة تعمقها أو تنفيها.. تضخمها أو تحجمها لتصبح.. من دون!! توجه الجابر لفكرة حيوية احترافية تعمق الالتزام والمهنية بجانب ما من جوانب العمل الرياضي الاحترافي مسألة في غاية الأهمية ودلالة على نضج العقل الواعي الذي يذهب للالتزام بعمل ما!!

استغرب من الآراء التي تقابل ذلك التوجه الذي يحسب إيجابا بالهجوم والنقد اللاذع الذي يحبط الهمم ويقزم الرغبة في التطوير والتدريب، جميعنا انتقدنا الإدارة الهلالية حينما أسندت مهمة التدريب للجابر كلاعب سابق لا يملك رخصة بالتدريب، ومع أنها ظاهرة عالمية مكررة ومملة وغير مجدية وتسليمه مفاتيح العهدة الفنية الموسم الماضي، وبالتالي الآن حينما يكون هناك رغبة أو توجه للاعب سابق الذي يريد تطوير أدواته التدريبية وتعميق تجربته الميدانية بشكل منظم وشكل صحيح ومؤهل من معاهد تدريب موثوق بها نتجه نحن لنمارس النكوص المعتاد والفكر العقيم والتشكيك والتقليل الذي يهدم ولا يفيد.. لماذا؟!!

وهل يعتقدون أن شهادة كهذه لا تحتاجها الكرة السعودية خاصة مع ندرة الاتجاه إليها، وهل سيصب ريعها على الجابر وحده أم على فريقه ومنتخباتنا السعودية!!