أداء الميلان والإنتر ونابولي يخلو من النزعة الهجومية

أريغو ساكي

TT

انتهت الجولة الأولى من دوري أبطال أوروبا بتعادل الميلان ونابولي وهزيمة غير متوقعة للإنتر. وبغض النظر عن النتائج، لم تضِف مباريات هذه الجولة أي جديد على الصعيد الفني والخططي للفرق الثلاثة. فالفرق الإيطالية عادة ما تظهر معرفة محدودة بكرة القدم الجماعية وعقلية دفاعية بحتة وإيقاع بطيء غير مقنع عندما تدخل المعترك الأوروبي. وتعتبر كرة القدم بالنسبة لنا لعبة دفاعية تعتمد على الحذر الشديد والفردية، وليست رياضة جماعية وهجومية. وكانت أهم نتيجة في هذه الجولة هي تعادل الميلان أمام فريق برشلونة بطل أوروبا، وبغض النظر عن هذه النتيجة الإيجابية لم تحقق الفرق الإيطالية شيئا يذكر في مبارياتها.

إن فريق الميلان هو أكثر فرق العالم حصدا للألقاب. وكان شعار نادي الميلان في السابق هو الفوز والإقناع؛ وكانت طريقة تحقيق الفوز أهم من الفوز نفسه لأن الفريق كان يسعى دائما لامتلاك الملعب والكرة طوال الوقت. صحيح أن تحقيق ذلك لم يكن بالأمر السهل أمام فريق غوارديولا الرائع رغم عدم ظهوره بقمة مستواه المعروف، لكن أحدا لم يكن يتخيل أن تكون نسبة امتلاك الكرة في المباراة 70% لصالح ميسي ورفاقه وأن تكون التسديدات على المرمى 21 تسديدة لفريق برشلونة مقابل 3 تسديدات فقط للميلان، وأن يلعب الميلان مباراة كاملة تقريبا دون شن هجمة واحدة أو تخطي نصف ملعبه. إن تاريخ الفرق الإيطالية حافل بالأداء الدفاعي البطولي والخبرة والمعاناة والقدرة على استغلال الفرص والهجمات المرتدة، لكن كل هذه المفاهيم كانت تمثل استثناء بالنسبة لفريق الميلان في السابق. لقد لعب أليغري مدرب الميلان دورا كبيرا في فوز فريقه بالدوري الموسم الماضي وينبغي عليه الآن أن يحسن ويوسع من نطاق عمله من أجل تكوين فريق يستطيع المنافسة على البطولات الأوروبية.

وتعادل فريق نابولي مع فريق مانشستر سيتي القوي بقيادة المدرب الإيطالي مانشيني. وقد لعب فريق ماتزاري مباراة جيدة بالأداء الذي يميزه منذ فترة طويلة. ويعود الفضل الأكبر في أداء فريق نابولي لمدربه المتميز الذي يجيد بث الحماس والأفكار الجديدة ويجيد اختيار اللاعبين وتحفيزهم بشكل رائع. إن فريق نابولي يتمتع بلياقة جيدة ويمتلك شخصية مميزة ولاعبين فرديين على مستوى راقٍ، لكني أعتقد أن المدرب ماتزاري، بمثاليته وبحثه المعتاد عن الكمال، سيحاول تحسين نسبة امتلاك فريقه للكرة فضلا عن تماسك وتقارب خطوط الفريق (الذي يجب أن تتقارب خطوطه ليس في الشق الدفاعي فقط بل في الهجومي أيضا). وعندما يتحقق ذلك سيصبح فريق نابولي أكثر قدرة على المنافسة والتحكم في الكرة والأداء داخل الملعب. وخسر فريق الإنتر على ملعبه أمام فريق طرابزون سبور التركي في مباراة صادفه فيها سوء حظ بالغ. ويحاول فريق الإنتر البحث لنفسه حاليا عن أداء وهوية مميزة. فالفريق يتكون حاليا من لاعبين كبار السن يمتلكون خبرة كبيرة ولاعبين شباب دون أي خبرة على الإطلاق. لكن المشكلة الكبرى التي تواجه المدرب غاسبريني تتمثل في استعادة الدوافع والحماس لدى اللاعبين.