هل عاد الأهلي؟

مسلي آل معمر

TT

سعدت كثيرا بالروح العالية التي ظهر بها لاعبو الأهلي أمام النصر في الجولة الثانية من دوري المحترفين، فالفريق ظهر قتاليا على غير عادته طوال السنوات الثلاث الماضية عندما غاب عن المنافسة لأسباب أظنها معنوية أكثر من أي شيء آخر، حينها كنت أرى أنه من الظلم أن يغيب الراقي عن الساحة، خصوصا أنه يمتلك جميع الإمكانيات الكفيلة بتقديمه راقيا نتائج وعملا وتعاملا، فهو يمتلك أكاديمية فريدة من نوعها، ورئيسا شرفيا تتمنى الأندية الأخرى وجود مثله لديها، كذلك تعتبر موارده المالية أكثر من جيدة، علاوة على أن الرئيس شاب، متحمس، يعطي جل وقته للنادي.

سر تعاطفي الكبير مع الأهلي هو أن هذا النادي من الممكن أن يسجل تجربة نموذجية بين الأندية الأخرى من حيث تنظيم سياسته الشرفية والمالية والإدارية، مع الاهتمام بالقاعدة، وفي اعتقادي إذا ما تعزز هذا الفكر بالنتائج المميزة على مستوى الفريق الأول، فإن الأندية الأخرى ستسير على نفس النهج، بحكم نجاح التجربة، وكما أشرت في بداية المقال فإن الغياب الأهلاوي في السنوات الماضية كان له أسبابه التي أعتقد أن أهمها غياب الروح لدى اللاعبين، ثم عدم الاستفادة من العناصر الأجنبية بشكل مثالي، وذلك على عكس ما حدث هذا العام، حيث يمتلك الأهلي أربعة أجانب مميزين سيكون حضورهم مؤثرا مع الفريق.

من المنطقي أن نقول إن المنافسة هذا الموسم لن تكون سهلة في ظل الصحوة الاتحادية الشبابية الأهلاوية المتوقعة، بعد أن غابت هذه الفرق في العامين الماضيين، لتخلو الساحة للزعيم ويحقق بطولة الدوري على التوالي وبفوارق قياسية عن منافسيه، كما لا نغفل أن الاتفاق قد يسجل حضورا مميزا، وهو الفريق الذي ركزت إدارته في السنوات الأخيرة على الاهتمام بالفئات السنية وجلب اللاعبين المغمورين، وذلك في عمل متوازن مع الإمكانيات المادية للنادي، لذا قد تكون ساحة المنافسة في قمة الدوري ساخنة جدا، بعد أن عادت أكثر الفرق إلى وضعها الطبيعي، وهذا عكس ما حدث في العامين الأخيرين.

من وجهة نظري الخاصة، فإن العمل الإداري المنظم في الأندية ورسم الاستراتيجيات أهم ركائز النجاح، لكن تفاصيل العمل الدقيقة داخل الملعب، وفيما يخص فريق كرة القدم، هي ما يحدد نجاح هذه الاستراتيجيات من عدمه، فإذا تحققت البطولات يظهر العمل جميلا ومثاليا، وإذا لم تتحقق أصبحت كل الخطط والجهود في مهب الريح، وما أفهمه هو أنك قد تخطط وترسم الاستراتيجيات وتعمل ليلا ونهارا، غير أن النتائج قد تنسف كل جهودك. لكن ما لا أتفهمه هو أن أي فريق قد يبقى طرفا ثابتا في المنافسة، وإدارته لا تملك أهدافا ورؤى واضحة، لهذا إذا ما تحققت بطولة واحدة على سبيل الصدفة فإنها قد تكون الأخيرة.