ليس دفاعا عن نور!

مصطفى الآغا

TT

من المؤكد أنني لا أعرف في علم التدريب ولا التكتيك أو التكنيك مثل المدربين، فما بالكم بمدرب بقامة الهولندي فرانك ريكارد أو أي مدرب آخر تعب وتعلم وشارك في بطولات كبيرة إما كلاعب أو كمدرب؟..

لكن من حق أي شخص يعمل في الشأن العام أن يعطي رأيه في شأن عام، وأظن أن كرة القدم هي شأن عام للناس جميعا، ولهذا يمكن أن نسمع انتقادات صينية ويابانية وعربية وأفريقية لخطة مدرب برشلونة أو ريال مدريد، مع تسليم الكرة الأرضية بخبرة ومكانة مورينهو وغوارديولا..

ما سأكتبه اليوم ليس دفاعا عن القائد السابق للمنتخب السعودي محمد نور، لأن هناك من يدافعون عنه «ظالما أو مظلوما»، لكنني أدافع عن فكرة أؤمن بها وهي أن عطاء اللاعبين ليس مرتبطا بسن معينة، لهذا نرى لاعبين في العشرين متكاسلين خاملين وآخرين في الثلاثين كلهم نشاط وحيوية، والأمثلة بالآلاف.. وعلى المستوى السعودي وجدت مثلا عطاء حسين عبد الغني في النصر أفضل بكثير من بعض اللاعبين الشباب في المباراة التي خسرها أمام الأهلي في الدوري.. وفي الوقت نفسه سمعت عن رغبة باريس سان جيرمان في التعاقد مع الإنجليزي ديفيد بيكام رغم أن عمره 36 سنة، وتأكيد ليوناردو أن بيكام ما زال قادرا على العطاء، وأن له كاريزما يحتاجها في الفريق..

إذن العمر ليس مقياسا للعطاء، وبهذا فمن المستحيل القبول بهذا العذر لإبعاد أي لاعب عن أي تشكيلة، والدليل أن نور بعمره الحالي هو الوحيد من السعودية المرشح هذا العام أيضا لجائزة أفضل لاعب آسيوي، وهو الذي توج نهاية العام الحالي أفضل لاعب عربي في العقد الأول من الألفية الجديدة (من عام 2000 حتى 2011) حسب استفتاء موقع «صدى الملاعب»، وأعرف أنه مجرد استفتاء قد يكون عاطفي التوجه، لكن «الفيفا» على موقعه أشاد بنور، ووصفه بالأبرز في دوري أبطال آسيا حاليا، وأنه من أسهم في فوز الاتحاد على سيول في ذهاب ربع نهائي البطولة..

وقد لا أتفق مع القائلين بأن قرار استبعاد نور هو إداري وليس فنيا، لأن الرجل تسلم شارة قيادة المنتخب في مباراتي هونغ كونغ ضمن تصفيات كأس العالم، ووقتها كان ريكارد شاهدا على إبداع الرجل في المباراة الأولى، وعطائه في الثانية، وهو أيضا كان حاضرا يوم فاز الاتحاد على التعاون بخماسية كان نور صاحب أجمل أهدافها، وبالتالي فقرار استبعاد نور أو استدعائه يبقى قرار المدرب، لكني أتمنى ألا يكون الحديث عن العمر هو السبب الوحيد لأن الجمهور بعضه أو معظمه قد لا يكون مقتنعا بهذا السبب، ومن حقه أن يسمع كلاما واضحا حول نور رغم أنه مجرد لاعب ضمن عشرات مؤهلين للعب في المنتخب، لكن نور من شريحة اللاعبين الكبار الذين يستحقون مساحة أكبر من الضوء والمتابعة فرضتها نجوميته وموهبته سواء اختلفنا معه شخصيا أم اتفقنا..

هل يستحق نور أن يعود للمنتخب في ظل وضعه الحالي، أم أنه مجرد لاعب أندية؟.. الجواب لدى ريكارد وليس عندي..