الحظ خذل شنايدر ودي روسي بندول الإيقاع

أندريا سكيانكي

TT

عندما تم إطفاء أنوار استاد سيرو عقب مباراة الإنتر وروما لم يبقَ بداخلنا الانطباع بحضور عرض كروي لا ينسى. فقد شهدت المباراة الكثير من التوتر والعصبية. وكان التعادل السلبي هو النتيجة المنطقية لتحد بين فريقين، رغم الطريقة المختلفة لكل منهما، في مرحلة إعادة تشييد. فقد انحرف الإنتر كثيرا خلال اللقاء حيث عانى الدفاع المكون من 3 لاعبين (حيث عاد إلى طريقة لعبه المفضلة) كثيرا من غارات الفريق المنافس. روما حتى الآن يعتبر جنينا ولم يصبح فراشة مكتملة بعد، فهو يرغب في اللعب مثل فريق برشلونة الخارق ولكنه لا يستطيع؛ فتوتي ليست لديه نفس سرعة ميسي وأوسفادو لا يتشابه حتى من بعيد مع فيا والموهوب بوريني ينبغي أن ينمو كرويا أولا حتى يتمكن من الوصول إلى مستويات بيدرو. ولكن تأثير المدرب الإسباني لويس إنريكي يبدو، على أي حال، واضحا على فريق روما.

لغات مختلفة: ويدور لعب الإنتر وروما حول اثنين من لاعبي الفريقين وهما الهولندي شنايدر، لاعب وسط الإنتر، ودي روسي، لاعب وسط روما. وقد قام غاسبريني، بالدفع بالهولندي في مباراة السبت كلاعب وسط أيسر من خلال طريقة لعب 2 - 5 - 3 التي استهل بها اللقاء: وكان دور ويسلي هو بناء الهجمة والمعاونة بقوة في مرحلة تغطية الكرات و«انتزاع» الكرة من الخصم. وقد التزم شنايدر بهذه المهمة ووضع فيها روحه «وأقدامه» وحاول بشتى الطرق تغيير مسار المباراة. ولو أن الإنتر كان يمتلك 11 لاعبا مثل شنايدر لحقق الفوز على روما. ولكن مشكلة اللاعب الهولندي تكمن، فضلا عن طرق وأساليب اللعب والتحضيرات النظرية، في رفقائه، فاللاعب يتحدث لغة لا يجيد الآخرون، اليوم، فهمها. ومن بين لاعبي الإنتر خلال المباراة يعد شنايدر هو الأكثر لمسا للكرة (76 مرة) وحصل على نسبة مئوية مرتفعة للغاية فيما يخص الدقة في التمرير (85 في المائة). لقد كانت كل هجمة للإنتر تتدفق من بين قدميه. ثم هناك أيضا براعة اللاعب الهولندي وتتمثل في القوة البدنية التي تمكنه من دفع نفسه داخل منطقة جزاء الخصم لمحاولة إنهاء الهجمة. فقد وصل 5 مرات إلى منطقة جزاء روما ولكنه لم يحالفه الحظ.

الصبر الخططي. وإذا كان في الإنتر قد لمع بالأحرى نجم واحد خلال المباراة فإن أهم ما ميز فريق روما هو اللعب الجماعي الذي كان أشبه بالأوركسترا، وبالتالي قائدها دي روسي. فقد كان لاعب وسط روما مثاليا في إدارة الهجمات (لمس الكرة 94 مرة) وفي التطبيق الخططي لمركزه داخل الملعب. عندما كانت الكرة بين أقدام لاعبي روما كان دي روسي غالبا ما يتراجع إلى الخط الذي يوجد فيه كيير وبورديسو ويسمح بتقدم الظهيران بيروتا وتاديي. وبهذه الطريقة يمكن لروما الاعتماد على طريقة لعب 3 - 4 - 3. وإذا ما اتخذنا برشلونة نموذجا لأداء روما سنجد أن دي روسي لعب بطريقة بوسكيتس في الفريق الإسباني. لقد كان ينقص دانييلي تشافي وأنيستا وميسي، ولكن ليس بإمكان الإنسان أن يحصل على كل ما يريده من الحياة.. وقد اهتم دي روسي أيضا خلال مباراة الإنتر، فضلا عن قيامه بدور بندول الإيقاع لروما، بقطع الطريق أمام لاعبي الفريق المنافس حيث تمكن من تغطية 9 كرات واعتراض 8 هجمات أخرى. إن دانييلي هو الشاشة المثالية أمام خط دفاع فريقه. ويتمسك إنريكي، في الواقع، باللاعب دي روسي بشدة ويضعه في قلب مشروعه الخططي.