بمناسبة اليوم الوطني

عبد الرزاق أبو داود

TT

الوحدة الوطنية ليست شعارا للمزايدة، ولا وسيلة للاستهلاك المرحلي أو الفئوي، وإنما هي ممارسة أصيلة، مشروعة، وقيمة عالية، لا ترخص على مر الزمن. هي أسس تبنى لتدوم على التسامح والتكافل. إنها ثوابت وسلوكيات من الألفة بين المجتمع وطبقاته وعناصره. هي بالتأكيد نبذ للتطرف والغلو بكل أشكاله. إنها تنوير للشباب في المجالات كافة، وهي حوار «وطني رياضي» بعيد عن الممارسات البالية، إنها تغليب للمصالح الوطنية على ما عداها.

الإعلام الرياضي بدوره يمارس دورا متزايدا في كثير من البلاد، والإعلام الرياضي السعودي له دور مهم مع بقية وسائل الإعلام السعودية في دعم الوحدة الوطنية، في ظل «الظروف» الصعبة التي تمر بها المنطقة، فلم يعد من المهم معرفة من ينتصر ومن هو أبرز رئيس أو لاعب، وغيرها من المسميات التي لا تعني الكثير مقابل ما يتعرض له الوطن من مخاطر، تسعى للزج به في أتون «الآلة» التحريضية، التي لم تعد ترى في عالمنا غير «المصالح» على حساب مقدرات الشعوب والأوطان.

نحن أمة ووطن مستهدف، نمثل واحدة من الحلقات «الغضة» في الصراعات التي يشهدها العالم حاليا، النار تقترب من دارنا. نحن نعيش وحولنا مآسي «قتل» وترهيب عاتية، منحرفة، ضالة، مآس «تورط» فيها بعضنا ممن ضل الطريق وخاب سعيهم في الحياة الدنيا. ضلال وعتو وانحراف أودى بحياة الألوف في مسلسل العرب الدامي، وأصاب رجالا وشبابا في أعمار الزهور! ومع هذا ما زال هناك من وصل به انعدام البصر والبصيرة إلى أن يمارس القتل وسفك الدماء بطرق شتى!

ألا يرعون هؤلاء؟! ألا يرحمون شبابنا من إطلالاتهم علينا، مقبلين بالوهم، مودعين بالضحكات الساخرة؟! وفي المقابل فإن الألوف من شبابنا تتطلع إلى الأندية الرياضية باعتبارها مؤسسات تربوية وطنية، ولعل بعضها أضحى «منابر» جاهزة لدعاة التعصب الرياضي وهواة إشاعة الكراهية بين أبناء البيت الواحد! ما هذا؟! أليس هذا عبثا بشبابنا؟! ما هذا الذي نسمعه ونشاهده كل صباح ومساء في بعض إعلامنا الرياضي؟! ألا يرى «هؤلاء» أن وطننا أصبح محل «تهديد»، يجب الوقوف أمامه قبل أن يستفحل؟! الإعلام الرياضي الوطني مطالب بدور قيادي في هذا الصدد، دور لا ينحصر في التوصيف، دور يقوده شبابنا نحو الوطن وضرورات المحافظة عليه، دور مؤثر يتصدى لممارسات التعصب، دور يساعد على تحويل الأندية الرياضية إلى مراكز وطنية شبابية تسهم في تعزيز الوحدة الوطنية.

وسائل إعلامنا الرياضي مطالبة بالعمل على تقليص «فجوة الخلافات»، وفتح نوافذ الإعلام الرياضي أمام الاتجاهات الرياضية كافة، والعمل على تحسين أسلوب وأهداف المادة الإعلامية الرياضية، لكي تتوافق مع توجهات المجتمع في الحفاظ على الوحدة الوطنية، وتأصيلها، وتبيان أهميتها، والمساهمة في القضاء على «الإرهاب»، وأهمية الإقدام على نشر مفاهيم الرياضة السليمة. دور إعلامي رياضي مطلوب، فالخطر سيمس الجميع!