عن زوبعة إيمانا والغضب الوحداوي

محمود تراوري

TT

زوبعة إيمانا لعلها تفتح قضايا المهنية والموضوعية في الصحافة الرياضية وترتيب الأوضاع في هذا الاتجاه.

ففي ظل «الترويج» للإعلام الجديد وما يسمى «الصحافة الإلكترونية» والإسراف والمبالغة في التعاطي مع هذا المصطلح طبقا لما قاله رئيس تحرير «عكاظ» محمد التونسي في ندوة بسوق عكاظ الأسبوع الماضي، لاحظت طغيان نبرة استعلاء غير مفهوم، تتبناه عديد «المواقع الإلكترونية» لحد محاولة التقليل «أحيانا عديدة» والاستهزاء بـ«الصحافة الورقية». المفارقة المدهشة - عندي - تكمن في الارتهان لآراء شخصية، لا دراسة علمية، وعدم الالتفات لقيمة أخلاقية تعتبر عمادا للمهنة الصحافية ألا وهي «عدم التجريح، عدم إعطاء معلومة غير سليمة أو دقيقة»، بل وفي ظل التغاضي عن القيم الإعلامية سواء المتفق عليها ضمنا كالصدقية، أو تلك المختلف حولها كالحياد والموضوعية، استمرت «المواقع الإلكترونية» التي تتوسل «الصحافة» تتكاثر كالفطر، وبشكل مرعب، يتعارض كلية مع طبيعة المهنة، وبعضها ينحو منحى المنتديات متخذا من «الصحافة الإلكترونية» شكلها فقط. وهنا تبدو مفارقة أخرى تتلخص في أن هذه المواقع تؤسس مادتها في أطر خفة وإثارة رخيصة.

الحرب الخفية، غير المعلنة التي تزداد شراسة مع مرور الوقت، خاصة من طرف «الإعلام الجديد»، وإن كانت تحمل في طياتها محاولات الفوز بأكبر نصيب من كعكة الإعلان وإن على المدى البعيد، كانت ستبدو أكثر إثارة إيجابية إن ابتعدت عن الخطابات الطفولية، واتجهت نحو ابتكار خطابات إبداعية تعزز المنتج الصحافي عمليا، متخلصة من الادعاءات الجوفاء وعقلية الإلغاء والإقصاء التي أرهقت العقل العربي في مجالات كثيرة.

الوحدة يكشر عن أنيابه

مباراتان فقط سجل خلالهما فريق الوحدة، عشرة أهداف. لست أدري إلى أي حد يمكن أن يستمر الغضب الوحداوي نتيجة «التهبيط»، مكتسحا ومفترسا فرق الأولى، وهل سيتواصل منسوب الغضب ليحقق أرقاما قياسية، تعيد الفريق لمكانه بين الكبار، اتكاء على معطيات التراكم التاريخي والعراقة، والإمكانات البشرية الهائلة التي تتوفر عليها جغرافيا الفريق؟ واستنادا إلى عطاءات الفريق في العقد الأخير. لا أتذكر نتائج الفريق في تجربتيه السابقتين بالدرجة الأولى أوائل الثمانينيات ومنتصف التسعينيات الميلادية، لكن أتذكر أن الفريق لم يستمر طويلا هناك، فبعد الهبوط الأول يتذكر الوحداويون كيف «سلخ» التربوي والرياضي القدير عبد الوهاب صبان جلد الفريق، وقدم أسماء شابة جديدة، وهو الفعل الذي كرره حاتم عبد السلام في التسعينيات، وأسس الفريق الذي توازعته الأندية ذات الملاءة وباتوا يشكلون أبرز اللاعبين في المشهد الكروي السعودي، بغض الطرف عن نوعية هذا البروز باستحضار إشكالية شح المواهب في تلك الأندية في السنوات الأخيرة، واعتمادها الرئيس على المواهب الجاهزة والتي كان الوحدة من أهم موانئ تصديرها، ومع ذلك لم يتأثر ويلق مصير أندية أخرى توارت عن المشهد لمجرد انتقال لاعبين أو ثلاثة منها والأمثلة والشواهد كثيرة.