فحص بطولة الشامبيونز ليغ

باولو كوندو

TT

لقد كان ترك مورينهو لنادي الإنتر، بسبب مغازلة نادي ريال مدريد له ورغبته في ألا يكون هو صاحب قرار استبعاد لاعبين منحوه أفضل ما لديهم، يكمل حالة الغموض التي أحاطت بمصير الإنتر في مرحلة ما بعد الفوز بالثلاثية قبل موسمين. ومثلما يحدث كثيرا للأشخاص الذين يولدون أثرياء، يحتاج موراتي رئيس الإنتر من أجل اتخاذ قرارات هامة إلى عملية نقل عاطفي يتجاوز الواقعية. فهو يجب أن يشعر بحب شديد تجاه فكرة معينة أو شخصية أو إطار معين حتى يؤمن به ويسعى لتطبيقه. وبعد العلاقة الوطيدة التي ربطت موراتي بمورينهو ومانشيني لم يكن من الغريب أن يكون اسم المدرب زيمان هو أول الأسماء المطروحة لتدريب الإنتر في حقبة ما بعد مورينهو. ولم يكن من قبيل المصادفة أيضا أن يفكر موراتي بعد رحيل ليوناردو المفاجئ في شهر يونيو (حزيران) الماضي في الاستعانة بخدمات بيلسا لتدريب الفريق. وكان تكليف غاسبريني بتدريب الإنتر، مثلما حدث مع بينيتيز، اختيارا منطقيا لرجل لم يكن بحاجة إلى المنطق.

واليوم ما زال قلب موراتي مشغولا باثنين من المدربين الساحرين، وهما مورينهو وغوارديولا الذي قد ينهي مسيرته في تدريب برشلونة عام 2012. وعندما رفض موراتي تجديد عقد لاعب هام في فريقه مثل إيتو وتركه يرحل بدا للكثيرين أنه يستعد بذلك من الناحية المادية للصيف المقبل الذي يستطيع فيه التعاقد مع غوارديولا الذي سيحتاج بالطبع إلى 3 لاعبين على الأقل من الطراز الأول. لكن المدربين «العابرين» الذين يقودون فريق الإنتر في ظل سياسة موراتي الحالية يمتلكون الفرصة أيضا لقيادة فريق قوي ويستطيعون من خلال الأداء الجيد والنتائج الإيجابية أن يحصلوا على قدر من الحب والإعجاب لدى صاحب القرار في نادي الإنتر. وعادة ما يقال إن مصير أي مدرب مرهون بالنتائج عند الحاجة إلى تبرير إقالة مثلما حدث مع غاسبريني المسكين، لكن العكس أيضا صحيح ويستطيع رانييري مدرب الإنتر الجديد من خلال النتائج الجيدة أن يجبر موراتي على أن يستثمر الكثير من أجله، سواء على الصعيد العاطفي أو المالي. وبالتالي يستطيع رانييري أن يكتب تاريخا جديدا لنفسه وللإنتر من خلال مغامرته التي بدأت لتوها مع الفريق. وستكون مباراة الثلاثاء المقبل في دوري أبطال أوروبا التي يخوضها الإنتر في موسكو أمام فريق سيسكا موسكو هامة للغاية في تحديد كفاءة رانييري وإمكانية استمراره مع الإنتر لفترة طويلة. إن مورينو وغوارديولا بعيدان، ويجب على الإنتر أن ينظر إلى حاضره وليس إلى المستقبل البعيد. ويعتبر موقف الإنتر حاليا أكثر تعقيدا من موقف الميلان في دوري أبطال أوروبا؛ لأن تعادل الميلان خارج ملعبه مع برشلونة أفضل بكثير بالطبع من الهزيمة التي تلقاها الإنتر على ملعبه أمام طرابزون سبور التركي. ورغم ذلك يعاني أليغري مدرب الميلان من موقف حرج بسبب غياب عدد كبير من المهاجمين للإصابة، وعلى رأسهم إبراهيموفيتش وباتو. وبالتالي سيضطر المدرب للاعتماد بشكل أساسي على الميلان في مباراة دوري أبطال أوروبا يوم الأربعاء المقبل أمام فريق فيكتوريا بلزن التشيكي. وانتظارا لما ستسفر عنه مباريات الجولة الخامسة في الدوري الإيطالي يحاول الجميع معرفة كيف سيظهر فريقا الإنتر والميلان في ظل هذه الظروف الصعبة التي يمران بها.