كل العرب في الهم.. كورة!

صالح بن علي الحمادي

TT

الأمم والدول.. الوزارات أو الهيئات الشبابية.. الاتحادات أو الأندية الرياضية الشمولية.. التي ترتبط أمور تقويمها وتقييم أعمالها ومنجزاتها بما يحدث في ملاعب كرة القدم، «لا شك لدينا» في أنها تظلم كل القائمين عليها، وقبل هؤلاء، تظلم شبابها من الذين لديهم الكثير من الاهتمامات، غير كرة القدم اللعبة الجماهيرية.

محزن جدا لشباب العرب أن تأخذ كرة القدم كل هذا الحيز من الاهتمام من أدنى المستويات إلى أرفعها «والعكس!» كما لو كانت هذه «اللعبة» الوحيدة الجديرة بالاهتمام من كل الخلق والأنام!!

عندما يصبح كل العرب «بمن فيهم الإعلاميون والجماهير» في الهم «كورة»، فلا تنتظروا من المسؤولين المهتمين بالإعلاميين والجماهير «قبل الشباب» نتائج تسر المتنافسين ولو كانوا «آتين» من دولة مثل كينيا، التي كانت وما زالت تسيطر في أم الألعاب «الماراثونية» تحديدا، سيطرة مدهشة حد تحطيم أرقام العالم.

عالمنا العربي بحاجة ماسة لأولمبيادات رياضية وعلمية في شتى الألعاب الرياضية والدراسات العلمية على المستويات التعليمية كافة؛ بدءا من الابتدائية (دون الثانية عشرة)، مرورا بالمتوسطة - الإعدادية - لمن هم «دون الخامسة عشرة»، والثانوية لمن هم «دون التاسعة عشرة»، حتى الألعاب الأولمبية الجامعية، وذلك قبيل بلوغ الأندية الرياضية المفترض منها أن تستقبل البارزين جدا (النخبة) في شتى الألعاب «تخصصا» حيث تنافس الكبار مع الكبار، أما سوى ذلك، فمسؤولية تربوية دراسية وجامعية علمية.. هذا متى أردنا الاهتمام بالعقول لتواكب الأجساد تطورا وتطويرا وإنتاجا.

أليس العرب هم من يرفع شعار «العقل السليم في الجسد السليم» في كل مدرسة وجامعة وناد؟!!

ونحن نرفع أيدينا بالدعاء للقيادات التربوية والرياضية في عالمنا العربي بالمزيد من التعاضد والتلاحم والتوفيق، نتمنى أن تكون البطولة العربية المدرسية الرابعة، التي تقام في مدينة الطائف السعودية، تحت رعاية الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم وبحضور الأمير نواف بن فيصل بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب وكبار مسؤولي التربية والتعليم في العالم العربي.. نتمنى أن تكون هذه البطولة في المستقبل القريب «نواة حقيقية» لأولمبياد عربي مدرسي شامل لكل الرياضات التنافسية «الأساسية على الأقل».

رأيكم دام عزنا وعزكم!

* هل الأندية السبب؟!

* حينما كانت الفرق الكروية التابعة للأندية الرياضية السعودية رافدا «قويا» لمنتخب المملكة العربية السعودية الأول لكرة القدم «كنا»، ولا نزعم «قطعا» التفرد في ذلك، من أشد المشيرين إلى ذلك، وقدوتنا في هذا الأمر الأمير فيصل بن فهد «رحمة الله عليه ووالديه».

واليوم، وهذا المنتخب، الذي شرف الكرويين العرب في المحافل القارية والدولية والعالمية «لفترة غير قصيرة»، يتقهقر متراجعا إلى مراكز «جدا» متأخرة في التصنيفات العالمية حد «المية» - 98 - لا نتردد في القول: فتشوا عن السبب.

فاليوم لا شك لدينا في أن الأندية «ذاتها» التي حلقت بالمنتخب، هي من أسقطه، والدليل لا يحتاج لاجتهاد كثير «أو جهبذة»، فأين هذه الأندية من البطولات القارية الآن؟ كم لها غائبة؟

في ذلك الزمان الكروي السعودي الجميل، كانت الأندية تدار بعقول كبيرة وأموال قليلة، واليوم الأموال كثيرة، لكن العقول الخبيرة قليلة؛ بل نادرة.. ندرة البطولات القارية السعودية، هل وصلت الرسالة للأندية؟

[email protected]