ليته يحظر النشر عن المنتخب

موفق النويصر

TT

جولة يومية على مقالات الرأي الرياضي في الصحف والمواقع الإلكترونية السعودية، لمدة شهر واحد، كفيلة بإصابة الشخص السليم المعافى بقرحة معوية مزمنة.

«عك» و«تنظير» و«فلسفة» هي المحصلة الوحيدة التي تخرج بها بعد مرورك على ما تخطه أقلام معظم كتاب الرأي الرياضي، إلا من رحم الله. وإن صادفك قليل من الحظ، فإنك قد تستنتج معلومة يتيمة وحيدة من مقال يمتد من أول الصفحة إلى نهايتها.

فهذا أحدهم حاول جاهدا ربط الأطراف المختلفة التي تعاطت في قضية محترف الهلال إيمانا بتعثر المنتخبات السعودية، فأتحفنا بمقال من 600 كلمة لا توجد به فاصلة (،) واحدة، ومقدمته المكونة من 163 كلمة، لا تكاد تنتهي منها إلا وقد أصابك الإعياء والإجهاد وأنت تحاول عبثا فك طلاسم هذا المقال وفك الاشتباك بين أفكاره المنتهية بانتقاد حاد لاتحاد الكرة على خسارة أستراليا والتعادل مع قطر الأولمبي.

وآخر لم يستوقفه شيء من المنظومة الرياضية سوى أغطية قنان المياه، ومحاولة تسخيف وتسطيح الخطوة التي اتخذها اتحاد الكرة، على الرغم من أنها مطبقة منذ سنوات في كثير من الدول، التي استضافت بطولات قارية وعالمية.

وثالث وجه سهامه المسمومة لجهود اتحاد الكرة بعد أول تعثر له، وكأنه (اتحاد الكرة) ادعى زورا وبهتانا امتلاكه عصى سحرية ستنقل الكرة السعودية من حال إلى حال بين عشية وضحاها، متناسيا الكثير من الخطوات الإصلاحية التي شهدتها الساحة الرياضية خلال الأشهر الماضية في طريق عودتها إلى منصات التتويج.

ورابع لم ترق له فكرة مناقشة الوطني يوسف عنبر، مدرب المنتخب الأولمبي، من خلال لجنة فنية تضم عددا من المدربين الوطنيين ذوي الخبرة الدولية، حول الأخطاء التي وقع فيها أثناء مباراة فريقه أمام المنتخب القطري، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لأولمبياد لندن 2012، فتساءل عن جدوى هذه اللجنة ومدى إمكانية إملائها أفكارها على المدرب مستقبلا.

وخامس يستغرب منح مسؤولي المنتخب الأول الحرية الكاملة للأجهزة الفنية لتنفيذ خطواتهم التصحيحية، مطالبا بتدخلهم لفرض أسماء معينة على تشكيلة المنتخب.

للأسف الشديد، أصبح الجو العام المحيط بالأجهزة المشرفة على الرياضة السعودية للنهوض بها من كبوتها، غير صحي ولا يساعد على العمل، فالمطالبات متعددة ومتداخلة، وفي أوقات كثيرة غير منطقية، بما يشتت الجهود ويصرفها عن هدفها الصحيح.

يضاف إلى ذلك أن الوسط الإعلامي الرياضي بعد هذه السنوات من الخبرة والتجارب التي مرت به، فقد بوصلته الصحيحة، وأصبح لا يستطيع أن يفرق بين «النقد» و«الانتقاد» وبين «التصريح» و«التجريح»، يقابله ضعف وعدم ثقة من بعض الأجهزة واللجان العاملة في اتحاد الكرة، التي أصبحت تتعامل مع كل ما يثار حولها إعلاميا، بردة الفعل، فتقع في المحظور دون أن تعي لذلك.

شخصيا أتمنى أن يكون هناك قرار يحظر النشر على أي أمر مرتبط بالمنتخبات السعودية المختلفة خلال الفترة المقبلة، سلبا كان أو إيجابا، حتى نتيح الوقت الكافي للأجهزة المشرفة على هذه المنتخبات لأخذ فرصتها كاملة لتنفيذ أجندتها الخاصة، ومن ثم محاسبتها في نهاية المطاف على النتائج المحققة.

[email protected]