الأهلي.. وبس

أحمد صادق دياب

TT

* كنت على مدى مواسم كثيرة أجيب من يسألني مع انطلاقة الدوري عن وضع الأهلي بكلمة لا تعدو عن «لا أدري».. وبالفعل كان ذلك الجواب هو نوع من التهرب عن واقع لا يرضي الأهلاويين، ولا يريدون أن يسمعوه، لأنهم كانوا يتعلقون بشعاع واهن يعلن إمكانية عودة الأهلي كبطل من خلال دوري زين السعودي.

* هذا الموسم كان الأهلي مختلفا بالفعل، فمنذ المباراة الأولى ظهرت هناك شخصية فريق جديد يحمل هوية مختلفة، وكان المستوى يرتفع تدريجيا من مباراة لأخرى، فأمام النصر ظهر الفريق منظما وبشكل كبير، وجاء أمام نجران ليقدم لنا نفسه كفريق يعرف كيف يتعامل مع كل مباراة بأسلوب مختلف وفكر جديد.

* من الطبيعي، لن أستبق الأحداث لأرشح الأهلي بطلا للموسم، ولكنني أقول: إنني أشاهد أهلي جديدا بفكر نوعي لم أشاهده في الملاعب السعودية منذ أكثر من خمسة عشر عاما. فالمسألة ليست تطورا فنيا، ولكنها نوع من تغيير الجلد ليتواءم مع البطولات، ولصناعة شخصية تعرف توجهاتها، وهو ما كان يفتقده الأهلي في المواسم الماضية.

* نعم، إن من جماليات كرة القدم السعودية أن يكون فيها أكثر من كبير، فلا يكفي أن يحجز الهلال والاتحاد والشباب البطولات ولا يتم التنافس إلا فيما بينهم، بينما يلعب الآخرون دور الكومبارس.. وأجزم أن الأهلي اليوم هو أكثر المرشحين لكسر هذا الطوق الذي فرضته الثلاثة فرق على المستوى المحلي.

* على الناحية الفنية، لا بد أن نعطي الأهلاويين حقهم من الإشادة تجاه نظرتهم الخاصة لمشكلاتهم الفنية حتى قبل قدوم المدرب الجديد غاروليم، فقد عرفوا أن مشكلاتهم الأساسية تكمن في عدم وجود محور دفاعي يمكن الاعتماد عليه لتخفيف الضغط عن خط الدفاع، ولاعب قادر على خلق الفرص من خلال صناعة اللعب.. فقاموا بالتعاقد مع النجم الكولومبي الرائع الذي قدم حتى الآن مستوى يجعله ربما أفضل صفقة غير سعودية حتى الآن.. والدليل أن دفاع الأهلي الذي استقبل عددا ليس بالقليل من الأهداف، لم يتغير، ولكن وجود هذا اللاعب أمامه، جعل مرمى الأهلي خاليا من الأهداف على مدى ثلاث مباريات.. أما في مجال صناعة اللعب فقاموا بإحضار الخبير كماتشو، الذي صنع الفرق الكبير في وسط الأهلي فبدأ منظما وقادرا على تقديم الفرص لخط الهجوم الناري، وأعتقد أن كماتشو أعاد اكتشاف نفسه في الأهلي فاستعاد شبابه وتوهجه.

* نعم، إنه الأهلي الذي لا يمكن من خلال الحديث عنه تجاوز الدور الكبير الذي يقوم به الأمير خالد بن عبد الله، الرجل الذي لم يدخل اليأس قلبه أبدا وهو يحاول قيادة دفة الأهلي إلى حيث ترسو أحلام محبيه.. فهو الرجل خلف الإنجاز.

* أما الأمير فهد بن خالد الرئيس الشاب المتحمس فأجزم أنه تمكن أخيرا من النوم بعد أن اطمأن على الأهلي.