قليلا من الثقة.. مزيدا من الاحترام!

هيا الغامدي

TT

في اللقاء الآسيوي الحاسم آسيويا اليوم، ضمن إياب دوري أبطال آسيا دور الثمانية، بين ممثلنا الاتحاد وممثل الكرة الكورية سيول، أكثر ما نحتاجه للعبور للدور التالي هما عنصران، فقليل من الثقة يعني مزيدا من الاحترام الموجه للخصم وإعطاءه حقه!

معروف أن كرة شرق آسيا تختلف كثيرا عن غربها، ومعروف أكثر أن كرتهم تطورت وتقدمت «وتسنعت عالآخر»، وبالتالي خسارة ممثل كوريا لمباراته السابقة أمام الاتحاد بفارق هدفين لا تعتبر ثقيلة عطفا على إمكانات الكوريين والظروف الإيجابية التي تصب لمصلحتهم إيابا، فضلا عن الرغبة في الفوز والثأر من ناتج الذهاب الذي انتهى لمصلحة ممثلنا (3/1)، ومن ثم تخطيه وتنحيته عن البطولة!! كل تلك ضروب شتى من «الحرب النفسية» التي يتأمل أصحاب«العيون الضيقة» التأثير من خلالها على ممثلنا من خلال معنويات ونفسيات لاعبيه، وبالتالي الحصول على المعززات الإضافية للفوز، خاصة أن المباراة تقام على الأرض الكورية وملحقاتها وأعني هنا الظروف المحيطة من مسافة وطقس وجمهور..!

وحينما نقول إن «الثقة الزائدة» التي ربما يدخل بها الاتحاديون لقاءهم اليوم مع سيول ستكون عاملا سلبيا، معنى هذا أن التعاطي يجب أن يكون في أدنى مستوياته مع الثقة لا بالقدرة والإمكانات والطموح، وإنما أعني بالنتيجة الإيجابية!! فيجب ألا نكتفي بنتيجة الذهاب التي غالبا ما يركن إليها الظافر بالنتيجة ويقع في مطب الخداع والخروج، فالركون للدفاع أو عكسه كلاهما نقطتان سلبيتان متى ما لجأ الاتحاديون إليها ستعزز من خروجهم من أوسع الأبواب - لا قدر الله - فالوسطية مطلوبة وخبرة وحنكة «ديمتري»، برأيي، ستنأى بالفريق عن المراهقة فنيا بهكذا حيل إدراكية!!

فديمتري من خلال قيادته للاتحاد سابقا ومروره بالمنعطفات الآسيوية ذاتها، قادر على تشكيل الذهنية التي يستطيع من خلالها التأمين على المستقبل الآسيوي، وليس ديمتري وحده مفتاح الوصول للهدف الأهم والأكبر ليس للاتحاديين وحدهم بل للسعوديين ككل، فالفريق سبق أن وصل لما هو أبعد من ذلك، وهو قادر الآن بما يملك من مؤشرات حيوية للوصول لما هو أبعد من ذلك! فهناك إدارة نجمع جميعا على حسن إدارتها وحنكتها بإمساك العصا من المنتصف بقيادة رئيس النادي محمد بن داخل، وهناك العناصر القادرة على إحداث الفارق محلية وأجنبية، وإن كان الاتحاديون قد فرطوا في لاعبهم المحترف العماني المميز أحمد حديد بتسرع وربما بقرار سيندمون عليه لاحقا وربما بدأوا به من الآن؟!

عودة نور للمنتخب ستدعم معها كل أنواع القوة والوجود الفاعل في كوريا، وستعزز من المعطيات الإيجابية للفريق الذاهبة بكل الاتجاهات للتأكيد على الجدارة والأحقية من خلال شن الغارات الداخلية على الخصم ومن كافة الخطوط كصورة من صور تأثير القيادة الحركية للاعب الحر/ الشامل/ المتكامل.

وبالمجمل، نتمنى على ممثل الكرة السعودية احترام الخصم وإعطاءه حقه وعدم التهاون، خاصة أنه الأمل المتبقي الوحيد لنا في دوري أبطال آسيا للعبور للمحطة التالية حتى لو تقدمنا بالذهاب، فللإياب حساباته وظروفه، ومزاج الكرة (وقتي)، وكل ثانية في حال، «يا مقلب القلوب ثبتنا على دينك»!