من يفسد قرارات لجنة الانضباط؟!

هيا الغامدي

TT

في وقتين متقاربين، كانت لجنة الانضباط التابعة للاتحاد السعودي لكرة القدم أمام الاختبار من جديد بضرورة ضبط الصورة «المنعوجة» بقضيتي «إيمانا» الهلال و«عبد الغني» النصر بسيناريو ربما اختلف كآلية ولم يختلف كخروج عن نص الروح الرياضية وأخلاق التنافس الشريف.

قضية إيمانا الحديث العهد بالكرة السعودية ربما أشبعت كتحليل وتعقيب الأيام الماضية ولا مجال للمزيد، فالصورة لم تكتمل بعد بسفر أو هروب مصور الصحيفة لسبب أو لآخر! أما القضية الأخرى، وإن حملت تقنيات «حركية» مختلفة رصدتها كاميرا تلفزيونية لكوع عبد الغني قائد النصر تجاه تيسير آل نتيف حارس الفيصلي، فقد أعادت معها الانقسام/ الانشطار «النووي» الموقوت في أذهاننا من جديد بين مؤيد ومعارض للقرارات، فكلّ يغني على مصلحته، مع أن الحقيقة واضحة كما الشمس في رابعة النهار. إذن الإشكالية ليست فقط بالفعلين العالقين كصورة ولا بقرارات الانضباط الصادرة عن اللجنة المخولة من الاتحاد والمعنية بالعقوبات، وإنما بالحالة التي تنشأ وتتولد عنها أمثال تلك القرارات الانضباطية من تقبل واقتناع مع أنهما معدومان بصراحة الحال، وصلت لمعارضة وتبرئة وربما تأييد لسبب أو لآخر، وهنا يكمن السر بإفساد المنتمين والمناصرين من كلا الجانبين للفكرة والهدف المنطلقة منه أهداف الانضباط وتوجهاته من رغبة أساسية في تحقيق الالتزام وضبط الروح «المنفلتة» الخارجة عن العرف الرياضي والتهذيب والصلاح!

المختلف بالقضيتين السابقتين أن الهلاليين يفترضون «فبركة» الصورة والتلاعب بها، والنصراويين ينفون تلامس كوع لاعبهم من زميله ولربما برروه بأي مبرر كان، خاصة أن تقرير الحكم المشترك بالقضيتين «خليل جلال» كانت قد سقطت عنه الحادثة الأخيرة كما التقريرين الصادرين من المراقبين الفني والإداري الخاليين من تسجيل الحادثة ورصدها بسبب الازدحام والفوضى الحاصلة داخل الملعب جراء تداخل الكثير من الأشخاص بشكل عشوائي وسلبي بعد المباراة وهو ما ينبغي التوقف عنده مجددا «رسالة للمعنيين»!!

وأيا كانت نوايا أو اتجاهات «كوع» عبد الغني أو «أصبع» إيمانا، لجنة الانضباط معنية بتفعيل مسؤولياتها وإصدار قراراتها وفق ما تراه وتشاهده بعيدا عن نوايا المعاقبين، فلا أحد يدخل بالنوايا غير رب العالمين، ومن غير المعقول أو المنطقي أن يبقى البعض على القناعة الماضية ذاتها تجاه جهة وضعت للرصد وإصدار العقوبات وتطبيق القانون والأنظمة ووصفها بالعمياء أو العوراء والرؤية بعين واحدة، لأن العقوبات وقتها ستكتفي بالشكل وينتفي عنها المضمون وستتكرر، وربما تزيد الحوادث سوءا مستقبلا، فهل على اللجنة أن تجمد صلاحياتها أو «تطنش» إرضاء لجهة بعينها؟! وإن صح ذلك، فلماذا وجدت أساسا؟!!

ولماذا يتجه البعض للإسقاط أو الربط؛ فالكاميرا الأخيرة لمخرج «أجنبي» محترف، وأعلم أن الأجانب لا يحملون العواطف في جعبهم كما العرب، ولا يتصيدون الأخطاء أو يصدرونها بغباء للآخر، كما لا يعملون لصالح أحد!

ولو افترضنا حقيقة «مزحة» الكوع الطائشة، فهل هي المرة الأولى لانفعالات عبد الغني بالملاعب؟! إذن، من يحمي لجنة الانضباط من إفساد هؤلاء معنويا للعقوبات؟! ومن يحميها -أي اللجنة - من نفسها في ضرورة الوصول للقرارات المنطقية الصائبة والعادلة؟ وإن كنت قد تحدثت عن ذلك الموسم الماضي بمقال «حتى لا تكيل اللجان بمكيالين».. والله المستعان.