ضد إشكالية التشاؤم.. المنتخب قادر؟!

مساعد العصيمي

TT

يقول زميل إماراتي في حديث جانبي مع كاتب هذه السطور: تعرف ما يحدث في الأوساط الكروية السعودية؟.. انفعالات، لغة حادة، تشاؤم، تجاوز على الآخرين وسط غياب الرقيب.. تعد في ظل استمراء المطبوعات والإلكترونيات والقنوات التلفزيونية على استخدام الإثارة التي تحمل بين طياتها الإساءة.

وبعد حديث الزميل أقول: حقا، ففي معظمها اجترار مؤذ نعيشه ونتألم من جرائه لكن ما باليد حيلة حين يسوء الأمر ويصبح «مع الحمى مليلة» والمليلة هنا اقتحام الوسط الإعلامي والعبث به.

لن أوغل في ذلك لكن ما ساءني أكثر حين الحديث عن المنتخب، وأحسب أنه حديث يثير في النفس الكثير من الألم وشيئا من الحسرة لكنها إسقاطات لن تنتهي ولن أتطرق للأطروحات المثبطة، لأنه ما زال في الأفق أمل كبير جدير بأن يعيد حساباتنا نحو آفاق أفضل لكن من الجميل أن نوقف لغة التشاؤم التي ضربت أطناب الحوار في كل تجمع حواري تلفزيوني أو صحافي وإذاعي، نوقفه لأن التشاؤم يجر الانهزامية والأخيرة تفضي إلى الخيبة.. وعليه لا أجد مبررا أن يقول أحدهم: «علينا أن نقتنع أن هذا مستوانا وعلينا أن نقبل بالنتائج الضعيفة لأنها ما يعبر عن هذا المستوى».

أي نتائج ضعيفة وأي خيبة؟.. نعم هي خسارة حدثت في البداية وكل ما في الأمر أننا نجتر الخسارة لنجدها أمامنا ونطلق التشاؤم ليعشش قي رؤوسنا رغم أن إمكانية الخروج من المأزق النتائجي حاضرة وجدير العمل بها.. في أولها أن نعمل على رفع الروح المعنوية للاعبينا من خلال الوقوف معهم في مهمتهم، وأقصد هنا المجتمع كله بجماهيره وإعلامييه.. والتأكيد على أنهم يملكون التفضيل من جراء إمكانياتهم العالية.

وفي ثانيها تحفيز إدارة المنتخبات على تفعيل الجانب النفسي والارتقاء به بإدراكها أن التحفيز اللفظي ولا شيء غيره لم يعد يجدي كما كان من قبل وإنما تحفيز تعاملي في كل شيء في التخاطب والتلاقي والمكافآت وتقديم كل السبل التي تسهل الإنجاز ولن أستفيض لأننا إزاء مهمة تخص فعل وطني يتطلب حشد كل السبل لإنجاحه، ولا يجب أن نستسهلها لأننا إن فعلنا سنجلب للاعبين وأجهزتهم الكثير من الإرهاق.. الكثير من عدم التركيز.. الكثير من «دوشة الدماغ».. ومن ثم نطالبهم بالنتاج.

أقول إننا مقبلون على مرحلة حاسمة في تاريخ الكرة السعودية لأن التأهل للمرحلة المونديالية الآسيوية الثانية مرتبط بما سنفعله نحن.. لا التايلانديون.. ولا.. الأستراليون.. ولا حتى العمانيون.. فإذا أحسنا العمل والتعامل سنجد نتاجنا أمامنا.. أما أن يطل بعضنا بين الفينة والأخرى ليذكرنا بنجوم فريقه وينحى البعض الآخر للتشاؤم.. فأحسب أن الجرة ستنكسر.. ونبقى على أطلال كأس العالم.. وحديثنا كنا وكانوا.. على رأي بعض الأعراب؟!

وقبل أن أختم أقول: إن الاتحاد التايلاندي قد أغرى لاعبيه بربع مليون دولار مقابل الفوز على السعودية.. أما نحن فجدير أولا أن نغري لاعبينا بترك التشكيك بهم من قبل البعض؟!