درس كونتي

لويجي غارلاندو

TT

هناك مباريات لها أثر كبير مثل ظهور أول سن للطفل أو أول يوم له في المدرسة، حيث يكون ذلك دليلا على النضج. وقد أعلنت مباراة فريق يوفنتوس أمام فريق الميلان رسميا أن مشروع أنطونيو كونتي ينضج ليصبح كبيرا. فقد انتزع فريق السيدة العجوز من بطل إيطاليا الكرة والنفس، حيث أسكن ماركيزيو هدفين في مرماه وتصدر فريقه ترتيب الدوري الإيطالي إلى جانب فريق أودينيزي.

ما زال الوقت مبكرا على الإشادة بالفريق أو الحكم عليه بعد خمس مباريات فقط من الدوري الإيطالي، ولكنه بالفعل الوقت المناسب للاحتفال بعمل المدرب كونتي، الذي تم على مرحلتين، مثلما فعل المدرب أليغري منذ عامين ماضيين، حيث تجاهل الفرحة التي جلبها اللاعب رونالدينهو وقام بالانقلاب بلاعبي الصفوف الثانية، ثم استعاد لاعبيه أصحاب الكفاءة (سيدورف وفان بوميل) وذهب ليحقق النصر، مثلما فعل كونتي حيث خاض المباريات بطريقة اللعب 4-2-4 ليعيد الأمان والإيمان بالذات إلى فريق مصدوم، ثم انتقل إلى اللعب بطريقة 4-2-3-1، ولعب أول من أمس بطريقة 4-1-4-1 ليستفيد من موهبة فيدال وليتحرر من الاعتماد على إبداع بيرلو. ولا يظهر الإنجاز الكبير للمدرب، في اللحظة الحالية، في روح الاحتفال بالفوز في المعركة التي انتقلت إلى الفريق، ولكن يظهر في التوجيه التكتيكي. وقد قلنا ذلك في مباراة كاتانيا ليس على سبيل المخاطرة ولكن على سبيل الضرورة. وأظهر اللاعب فيدال كفاءة في ملعب شيبالي أمام كاتانيا، وبعد أسبوع من العمل أصبح اللاعب محفزا للفريق واندمج بشكل مثالي في آليته وكان له دور ثمين في المرحلتين. وقد خاطر لاعب الوسط بأن يكون نقطة الضعف في طريقة اللعب 4-2-4 القائمة على الأجناب والمعرضة للهجمات المرتدة، ولكنه أصبح نقطة القوة، حيث سحق بيرلو وماركيزيو وفيدال فريق الميلان ومنعوه من الاستحواذ المعتاد على الكرة.

وأكثر من تحقيق الفوز في المباريات الأولى في إطار المنافسة على الدرع، هناك ذلك التقدم الذي يعزز تطلعات اليوفي الذي ما زال عليه أن ينضج، على سبيل المثال، على الأجناب (ما زال كرازيتش مخيبا للآمال)، وفي الشق الهجومي أيضا، فقد أرهق اليوفي تحويل كراته إلى أهداف، كما أن التخلي عن رأس حربة يكلف شيئا ما. وسيعمل كونتي على ذلك الأمر، حتى وإن كان يبلي حسنا حتى الآن، فلديه كذلك أسابيع توقف من أجل بطولات الكأس، وهو ما يمثل ميزة له. وقد ظهر ذلك بشكل غير مباشر في مباراة الميلان، حيث كان الفريق مرهقا وعصبيا، مثلما حدث في مباراة نابولي وفي برشلونة، ففي حالة تعرضه للهجوم أظهر حدودا رياضية وتنافسية. وسيتصدر الترتيب من بين فرق اليوفي وأودينيزي ونابولي من يتنافس بشكل أفضل، والقرار الأخير للدوري الإيطالي.

وقد أحرز فريق أودينيزي 11 نقطة في المباريات الخمس الأولى، أكثر بعشر نقاط من الموسم الماضي. وقد أنهى الموسم الماضي بحصيلة 65 نقطة، ابتداء من الجولة السادسة وما بعدها، كما حقق الإنتر 76 نقطة في العام الماضي واحتل مركز الوصيف عام 2010-2011. ستقولون: «هذا صحيح، ولكن كان هناك إنلر وسانشيز بين صفوفه»، أجَل ولكن القوة الكبيرة لفريق غويدولين، مدرب أودينيزي، تنبع من ثروة المعرفة التي اكتسبها من المباريات المختلفة أكثر مما تنبع من مباراة واحدة. فإذا افترضنا حصول أودينيزي على أحد القادة في سوق الانتقالات الصيفية، كان ليمكنه التطلع بحق إلى الصدارة. ولكن نظام «الرهان واكتساب القيمة وإعادة البيع» تفرضه الحاجة أكثر من الاختيار، وقد أمضى الفريق 15 عاما من الازدهار في دوري الدرجة الأولى، فهل يمكننا لوم عائلة بوتزو المالكة للنادي على استمرارها في هذا الطريق؟