لافيتسي متخصص في التمريرات الحاسمة

ميمو مالفيتانو

TT

لم يدخر فريق الإنتر شيئا من الجهد أمام اللاعب لافيتسي، حتى والتر صامويل، زميله في المنتخب الأرجنتيني، التحم معه بشدة دون وضع أي اعتبارات. وقد خرج لافيتسي، مهاجم نابولي، من استاد سان سيرو متألما من الإصابة المعتادة في كاحله، ولكن كان مبتسما وسعيدا بالفوز الذي حققه فريقه. وقد نسي لافيتسي تدخلات صامويل ولوسيو، مثلما تغاضى عن الخطأ الذي ارتكبه زانيتي ضده، قبل أن تتعالى اعتراضات الإنتر على ضربة الجزاء التي منحها الحكم روكي إلى فريق نابولي والطرد التالي للاعب أوبي (بسبب الخطأ ضد ماجيو). إذن، الـ90 دقيقة في سان سيرو دفعت لافيتسي إلى القيام بواجبه، كما حفزته فكرة القدرة على أن يكون حاسما في مباراة مهمة مثل هذه أكثر من أي شيء آخر. وقد كانت كل هجمة مرتدة من جانب لافيتسي بمثابة طعنة في دفاع الإنتر الذي لم يستطع أبدا أخذ الكرة من اللاعب دون اللجوء إلى الأساليب العنيفة.

لقد تحمل لافيتسي ذلك كله بهدوء، غير أنه اعترض على الحكم روكي فحسب بسبب خطأ زانيتي الذي أكدته شاشات التلفزيون أيضا. ثم قام بوتشو (اللقب الذي يطلق على لافيتسي) بقفزاته المعتادة ومراوغته بالكرة التي يدفع بها الخصم إلى الجنون. وكان من ظل متأثرا بقوة المهاجم الأرجنتيني، هو البرازيلي مايكون، مدافع الإنتر، الذي أراد بين الشوطين تبديل قميصه مع لاعب نابولي. وقد صرح لافيتسي في اليوم التالي لفوزه على الإنتر والوجود بدلا من الفذ كافاني، قائلا: «لقد شعرت بأحاسيس غير عادية، فإنني لم أحقق الفوز من قبل أبدا في استاد سان سيرو، وعليَّ أن أقول إن هذه المباراة تجربة فريدة من نوعها». يُذكر أن فريق نابولي حقق دائما نتائج إيجابية بوجود لافيتسي في قلب الهجوم. وقد أراد الأرجنتيني أن يتجاوز ذلك في لقاء السبت أمام الإنتر؛ حيث صنع الكرات التي أدت إلى هدفي ماجيو وهامسيك اللذين حسما المباراة. تجدر الإشارة إلى أن لافيتسي كان دائما حاسما حتى هذه اللحظة؛ حيث سجل هدفا في مباراة فريق تشيزينا، وركل كرة أصابت العارضة في لقاء مانشستر سيتي، وصنع التمريرات الحاسمة التي أدت إلى الهدفين الأخيرين في مرمى الميلان، وقد خلق الهجمة التي صنعت الهدف الأول أمام فريق فياريال الإسباني، وتسبب في ركلة الجزاء التي أدت إلى النتيجة النهائية 2 - 0. وقد أهدى آخر كرتين رائعتين في استاد سان سيرو، تحت أنظار ماسيمو موراتي، رئيس نادي الإنتر، أحد أكبر مقدري هذا المهاجم.

وبين لافيتسي وهامسيك توجد علاقة تفاهم طوال الـ4 سنوات من اللعب سويا في فريق نابولي، فحينما يوجدان معا في الملعب يشكلان صعوبة أمام جميع الخصوم. وبالهدف الذي سجله هامسيك في مباراة السبت الماضي في مرمى الإنتر وصل اللاعب إلى الهدف الشخصي رقم 50 بالقميص الأزرق لفريق نابولي، وهي فرحة أراد أن يتقاسمها لاعب الوسط السلوفاكي مع زملائه. وقد أقر مارك هامسيك، قائلا: «يرجع الفضل في تسجيلي الهدف في مرمى فريق الإنتر إلى لافيتسي الذي نجح في تمرير الكرة إليَّ في وقت متزامن تماما مع انطلاقتي». وينتاب هامسيك الشعور بالسعادة العارمة لسبب آخر؛ فسوف تضع له زوجته مارتينا مولودا ثانيا في شهر يناير (كانون الثاني) المقبل. وقد احتفل اللاعب بهذه المناسبة من خلال الإشارة إلى بطنه أثناء احتفاله بهدفه في مباراة الإنتر التي صرح عنها أيضا قبل انضمامه للمنتخب السلوفاكي قائلا: «لقد كانت مباراة رائعة، وانتهت بفوز كبير».