فهد بن خالد!

عادل عصام الدين

TT

يتميز رئيس الأهلي الأمير فهد بن خالد.. بالموضوعية والتواضع.. مما يجعلك تتعاطف معه.. في كثير من الأحيان. وما أجمل التواضع، وما أسوأ الرئيس المغرور الذي لا يعجبه العجب.

قبل أيام وعقب الخسارة الأهلاوية الثقيلة أمام الهلال قال رئيس الأهلي لـ«الشرق الأوسط» دون أن يحاول أن يزعجنا بمبررات غير مقبولة: «الهلال كان قويا، بينما كان مستوى الفرق السابقة أقل، واللاعبون الثلاثة مثلهم مثل بقية اللاعبين الذين كانوا غائبين. والفريق كاملا لم يكن بمستواه المعهود». وجاءت هذه الإجابة حول سؤال عن سبب غياب مستوى الثلاثي الأجنبي كماتشو والحوسني وفيكتور.

وأضيف أن الأهلي هذا الموسم اختلف كثيرا عن الموسم الماضي بسبب ارتفاع إمكانات الفريق العناصرية، وما قاله الأمير فهد بن خالد عن أداء لاعبيه يتمحور حول المقدرة والعطاء.

الأهلي يملك هذا الموسم مقدرة أفضل ولأنه لم يقدم العطاء الذي يوازي المقدرة جاءت الخسارة الثقيلة، علاوة على أن الهلال كان في قمة توهجه وعطائه، ولم يشعر المشاهد بأي نقص عناصري هلالي، وقد شاهدنا عرضا هلاليا قويا لم نشهد مثله للأزرق منذ فترة طويلة.

وكنت قد تناولت مسألة «الكبير والصغير» في كرة القدم، وأعود اليوم للتأكيد عطفا على ما قاله «رياضي عالمي» أن تاريخ الإنجازات هو الذي يحدد الكبير، أما في المباراة الواحدة فلا كبير وصغير فيها إلا من خلال «العطاء».

وقد قال نائب رئيس هجر بعد تعادل فريقه أمام الاتفاق، إن تصنيفات الكبار والصغار انتهت ولن تعود. وهذا صحيح إن كان حكمنا من خلال نتيجة مباراة واحدة، لكن ثمة كبيرا وصغيرا من خلال الإمكانات العناصرية.. والإنجازات والبطولات.

لا شك أن الهلال والاتحاد والأهلي والنصر والشباب والاتفاق.. كبار من ناحية «التاريخ»، لكن لا كبير أثناء المباراة.

حين يتألق الفريق صاحب الإمكانات الأقل في المباراة يزيد من روعة المنافسة وقوة المسابقة، وها هما فريقا الأحساء الفتح وهجر يقدمان و«الدليل» في آخر مباراة لهما.

فاز الفتح على النصر.. وتعادل هجر مع الاتفاق، وإذا كانت جماهير الفتح قد رددت قبل 33 عاما: «هوا.. هوا.. الفتح والهلال وسوا»، فإن لسان الحال حسب المباراة الأخيرة لبطلي الأحساء: «هوا.. هوا.. الفتح وهجر سوا».

كان الفريقان «سواء».. وقد تساوى الناديان في العطاء وتمكنا من القضاء على «الكبير»، حيث لم يكن في المباراة أي كبير اعتمادا على نتيجتي المباراتين.

وأوجه التحية لرئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد الذي يؤكد كل يوم أن الشفافية مطلوبة، والوضوح والصراحة يريحان الجماهير وما يفعله رئيس الهلال يطمئن عشاق الأزرق بأن كل الأمور تسير على ما يرام وسيواصل الزعيم مسيرته على نحو يرضي عشاقه الكثر.

وأختم بتوجيه التحية للأمير نواف بن فيصل، رئيس اتحاد الكرة على كل خطواته الأخيرة.. الخطوات الواثقة التي تدل على احترامه وتقديره لكل ما يكتب وينشر مستفيدا من الآراء القيمة الموضوعية.

لقد منح إعلامنا الرياضي مساحة واسعة من الحرية، لذلك أرجو وأتمنى ألا تستغل هذه الحرية في الإساءات الشخصية وتجاهل الجهود الكبيرة التي يبذلها رؤساء الأندية وأعضاؤها.

[email protected]