«المثال الذي يتعين حذوه»

فرانكو أرتوري

TT

يُكتب «منتخب إيطاليا»، ويُنطق «يوفنتوس»، فهناك ستة لاعبين من نادي السيدة العجوز إضافة إلى جوفينكو في الملعب، وقد أبلوا بلاء حسنا في بلغراد أيضا، أمام المنتخب الصربي وتعادلوا بهدف لكل فريق. جميل. إن النادي الذي سبق الجميع بسبب امتلاكه لاستاد خاص به، أكد صدارة أخرى، قوية وحديثة، في كرة القدم اليوم. ومقارنة بأزمنة أخرى، وتلك التي حملت انتصارات منها أيضا، كان فريق اليوفي والمنتخب الآزوري شيئا واحدا تقريبا، فقد تغيّر كل شيء، حيث يعد المُنتَج الأصلي هو الأكثر ندرة دائما في السوق. وفضل إضافي في ذلك لمن يجعل ذلك حقا مكتسبا. لم تعد بطولة الدوري الخاصة بنا إيطالية كثيرا، مثلما اكتشفنا منذ أسابيع قليلة مضت، فأكثر من 50 في المائة من المشاركات والأهداف في الدرجة الأولى يحققها لاعبون أجانب.

ويبدو الوجود الإيطالي في الرياضة هذا، بالرغم من أننا لا نعاني من مشكلات في الحس الوطني، قيمة مهمة، ولدينا أكثر من مليون ومائة ألف لاعب كرة مسجلون في الأندية (بحسب اللجنة الأولمبية الإيطالية)، أي ثلث إجمالي عدد الممارسين للرياضة في بلدنا. ومع ذلك فإن هذه القوة المؤثرة في انخفاض دائم، فالميل الآن، هو واضح جدا، هو منح آخرين التعبير الأعلى للرياضة الأكثر شعبية. هل هذا صحيح؟ هل لا يمكن تجنب ذلك؟ لندرك أن ذلك يحدث وأن اليوفي يذهب في عكس الاتجاه تماما، وفي الجولة الأولى لبطولة الدوري الإيطالي، كما لو كان ينوي التأكيد بصوت عال العنوان المقرر السير عليه، نزل اليوفي إلى الملعب بعشرة لاعبين إيطاليين من أصل أحد عشر لاعبا، واليوم قد يصف البعض هذا بالاستفزاز، وبالنسبة لنا تبدو خطة بعيدة المدى بصورة أكثر بساطة.

في خدمة أغلفة الصحف الواسعة، نورد لحظات مجد أخرى شهدت منتخبا إيطاليا معظمه من لاعبي اليوفي. وفي عامي 1982 و2006، حينما فاز الآزوري بمونديال العالم، نزلنا جميعا إلى الميادين ونحن نصيح «نحن أبطال العالم»، وقد صار جميعنا أكثر انتماء ليوفنتوس لأن هذين التشكيلين اللذين لا يمكن نسيانهما قد كانا يضمان الكثير من دم السيدة العجوز في عروقهما. واليوم، إن أغمضنا أعيننا، سنرى مجددا تارديللي في ماركيزيو، ومن الصعوبة الشديدة أن يخرج بطل وحلم من هذا النوع من ثنايا فريق الإنتر، والأقل احتمالا دائما أن يكونوا من ميلانو.

إذا كان المنتخب الإيطالي ما زال مفيدا لنا، ونعتقد تحديدا بأنه كذلك، فإننا في الواقع لدينا حاجة دائما أكثر لليوفي، على أمل أن يدخل أحدهم بنظرة بعيدة أكثر في أن جنس الرياضي الإيطالي من بين الأجناس التي يتعين الحفاظ عليها قبل فوات الأوان. في الوقت نفسه، يعمل كونتي، مدرب يوفنتوس، من أجل برانديللي أيضا ومن أجلنا جميعا. وبقدر ما يمكن أن نكون مختلفين، لا بد من إقرار هذا الواقع وتقديره. ولو صار فريق يوفنتوس علامة أصلية لكرة القدم الإيطالية فإننا مدينون له بالشكر الصادق قبل كل شيء، والذي لا بد أن نصحبه بتأمل: هل لا بد أن نتركه وحيدا في هذا الطريق؟