من يهتم بـ«الاستقرار»؟!

عادل عصام الدين

TT

استمتعت كثيرا بمشاهدة مباراة ديربي لندن الأخيرة بين آرسنال وتوتنهام هوتسبير التي انتهت لمصلحة الفريق الثاني 2 - 1.

ويبدو واضحا أن المدير الفني لآرسنال، آرسين فينغر، يبدأ مرحلة جديدة من مشواره التدريبي الطويل مع الفريق اللندني الكبير بالاعتماد على عناصر شابة بعد أن استفاد لسنوات من عمالة خدموا الفريق وحان موعد رحيلهم.

مُنح الفرنسي فينغر صلاحيات واسعة لسنوات طويلة، ولذلك حقق نجاحات كبيرة محافظا على مقعد المنافسة المثير مع مانشستر يونايتد وتشيلسي.

ولأن المان يونايتد، بقيادة الاسكوتلندي البارع السير أليكس فيرغسون، والآرسنال بقيادة الأنيق فينغر تميزا دون سائر أندية إنجلترا وربما العالم بالاستقرار التدريبي لسنوات طويلة إلى درجة أن فيرغسون تجاوز ربع قرن في قيادة عملاق إنجلترا مانشستر يونايتد لم يفاجئني تصريح رئيس مجلس إدارة نادي تشيلسي حيث كان الأزرق اللندني الضلع الثالث في صراع القمة بإنجلترا حين أكد أن «البرتغالي فيلاس بواش قد يبقى في النادي 10 أو 15 عاما مثل استمرار فيرغسون، مدرب مانشستر يونايتد، وفينغر، مدرب آرسنال، في منصبيهما لفترة طويلة».

وقال رئيس تشيلسي على الرغم من كل الإنجازات التي تحققت في العقدين الأخيرين: «إن بواش عمره 33 عاما فقط وحقق نجاحا بالفعل، والشخص المناسب قد يستمر في عمله لمدة 10 أو 15 عاما وبالنظر إلى سن أندريه فإنه قد يكون هذا الشخص».

كان تشيلسي قد عانى، في السنوات القليلة الماضية، عدم الاستقرار، خاصة بعد رحيل عملاق التدريب البرتغالي مورينهو؛ لذلك لم يجد رئيس تشيلسي غضاضة من محاكاة تجربتي الغريمين التقليديين مانشستر يونايتد وآرسنال، بل إنه لم يكابر أو يرفض تقليد ما فعله الناديان المنافسان، لا سيما أن بواش يملك الإمكانات التي تؤهله لأن يكون مثل فيرغسون وفينغر. ولو تحقق النجاح لهذا البرتغالي الطموح فإن الأندية الثلاثة ستنفرد ليس بالتنافس على البطولات فحسب بل بالصراع على الزعامة التدريبية حتى إن اختلفت فلسفة كل مدير فني.

تصريح رئيس تشيلسي، على الرغم من أن نتائج الفريق ليست سيئة، بل لا يزال الفريق اللندني حاضرا بقوة، يعد درسا لأندية العالم الأخرى في كيفية التفكير والتخطيط دون أن يكون للمحاكاة أي عيب يذكر ما دام الاحتفاظ بالمدير الفني أطول فترة ممكنة حقا مشروعا يتحقق من خلاله الاستقرار الذي يساعد في تحقيق المزيد من الإنجازات.

لا أطالب بأن يستمر المدرب في ملاعبنا كما استمر فيرغسون، ولا حتى فينغر، لكن هذه النجاحات في أقوى دوري في العالم يجب أن يقتدى بها رؤساء أنديتنا، فما أجمل الاستقرار الذي يدل على أن التخطيط طويل الأجل لا يمكن أن يؤدي إلى الفشل ما دامت الثقة قد منحت للمدرب عطفا على كفاءته وتاريخه ومقدرته.

متى يأتي الرئيس الشجاع الذي يحرص على الاستقرار التدريبي؟! ومتى نقدم الدعم لهذا الرئيس دون أن نحاصره ونطالبه بتحقيق إنجازات في مدة قصيرة من الزمن؟!