«تايلاند».. التي لا نهابها!

هيا الغامدي

TT

لو سألت أي متابع للمنتخب السعودي والمنتخب التايلاندي الذي سنلاقيه اليوم ببانكوك ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم بالبرازيل 2014م، عن توقعه لنتيجة المباراة، لقال: «السعودية ستفوز»، وربما بنسبة كبيرة من الأهداف، أما لماذا فأعتقد أنه مجرد موروث شعبي قديم لا حقيقة له الآن، كما أنه خال من أي معطيات واقعية، تاريخيا كنا وكان وهذه حقيقة، ولكن من غير المنصف لفريق آسيوي تطور كثيرا الآن أن يوصف بالضعيف والسهل، بالشكل الذي قد يفاجئنا من خلاله بذات الرتم الذي فاجأ من خلاله منتخب أستراليا الأقوى، وكاد يحقق المفاجأة أمامه لولا تاريخ وقوة وإمكانيات الأستراليين، وهو نفسه الذي صعق منتخب عمان بثلاثية نظيفة على الرغم من فارق التاريخ والإمكانات..!

وبصراحة، لو أتينا لمنتخب «أرض الحرية».. تايلاند كمقومات فنية كبيرة، فلا نجده يملك الكثير، أكثر من نقطة مركزية تقوم عليها تحركاته، ألا وهي اللياقة البدنية العالية كنقطة ارتكاز أساسية، ومن ثم تأتي العوامل المساعدة الأخرى، التي تتوقف عند عدة نقاط «سيكولوجية»، كروح المغامرة الإيجابية والحماس نظير الانتصارات المتلاحقة التي حققها حتى لو مع فرق «مش ولا بد»!

أيضا لا ننسى مسألة التهيئة النفسية والتعبئة «الملحمية»، التي استعد لها المنتخب التايلاندي لملاقاة منتخبنا؛ سواء كحضور سياسي على مستوى عال «لرئيس البلاد» أو على المستوى الشعبي الجمهوري الذي يتوقع أن يصل لـ65000 متفرج، هذا فضلا عن النظرة التقديرية، وهي مسألة مهمة جدا «احترام الخصم»، الذي يقدمونه على كل ذلك تجاه العملاق المقبل من الغرب، الذي يتطلعون لإسقاطه بغية الوصول للمجد الآسيوي العظيم.

بالنسبة لمنتخبنا، أعتقد أن هذه المباراة حتى لو كانت في بانكوك فيجب أن نستغلها الاستغلال الصحيح، بحيث نظفر بناتج الذهاب، الذي سيحسم معه بطبيعة الحال ناتج الإياب هنا، وبالطبع المنتخب التايلاندي لديه نقاط ضعف كغيره من المنتخبات، ونجد أنها تتركز في خط دفاعه بكثرة أخطاء لاعبيه القاتلة والمؤثرة، وضعف المهاجمين في إنهاء الهجمة بالشكل المتقن والمرسوم كما هو معلوم.

ربما يفيدنا معسكر كوالالمبور من حيث تشابه الظروف والأوضاع، وكذلك لقاء إندونيسيا الودي، والنقطة السلبية بالموضوع ذاته هي قصر الفترة الزمنية بالبقاء ببانكوك قبيل المباراة، التي ستؤثر بالتالي على المنتخب ذهنيا ونفسيا وربما بدنيا، وقد تترك أثرا سلبيا لا قدر الله... ولكن!!

لكن أعتقد أن التوازن بين الدفاع والهجوم سيكون اتجاها عقلانيا لريكارد متى ما أراد إمساك العصا من المنتصف، وسنفكر بالمقلوب إذا اعتقدنا أن تايلاند الزمن القديم هي تايلاند الوقت الحالي، ولنا في الآخرين من ذات المجموعة عبرة، وإلا سيكون مصيرنا مصير عمان وربما أكثر، لست متشائمة، ولكنني واقعية، ومن الواقعية أن نتوقع ما هو غير متوقع وإلا..!

إعلاميا، أتمنى أن تخف لهجة الحدة التي يتعامل معها الإعلام تجاه ريكارد، فهناك من كان يصفه بالديكتاتور وصاحب القرارات الفردية وما هو عكس مصلحة المنتخب المهم بأنها «ذاتية»، وهناك من يصفه بالمستسلم وضعيف الشخصية كونه انصاع لطلبات.. «ما يطلبه الجمهور.. فضم نور»، في فمي ماء أكتفي بهذا القدر!!