لماذا لا يسجل الهجوم السعودي؟

موفق النويصر

TT

السؤال السابق تردد كثيرا في الأشهر الماضية، وزاد الحديث عنه بعد التعادل السلبي بين المنتخبين السعودي والتايلاندي، ومن قبله مع المنتخب العماني، والخسارة من المنتخب الأسترالي، ضمن التصفيات الآسيوية المؤهلة لمونديال البرازيل 2014.

المنتخب السعودي المصاب بـ«عقم» تهديفي، منذ نهاية عام 2008، لم تفلح معه جميع «المحفزات» التي اتخذتها الأجهزة الفنية والإدارية للمنتخب.

يؤكد ذلك السجل المخجل لهجوم المنتخب خلال السنوات الأربع الماضية، بدءا من سبتمبر (أيلول) 2008، المتزامن مع نهاية المرحلة الثالثة لتصفيات قارة آسيا المؤهلة لكأس العالم بجنوب أفريقيا، التي سجل فيها الفريق 14 هدفا، بينما استقبلت شباكه 5 أهداف فقط.

ولكن عندما انتقل إلى التصفيات النهائية لذات البطولة، سجل لاعبوه 8 أهداف، وتلقت شباكه 8 مثلها، على نحو 1 - 1 مع إيران، و2 - 1 مع الإمارات، و0 - 2 مع كوريا الجنوبية، و0 - 1 مع كوريا الشمالية، و2 - 1 مع إيران، و3 - 2 مع الإمارات، و0 - 0 مع كوريا الجنوبية، و0 - 0 مع كوريا الشمالية.

وفي الملحق الآسيوي أمام المنتخب البحريني، كانت نتائجه على نحو 0 - 0 في المنامة، و2 - 2 في الرياض، وهي النتيجة التي أهلت المنتخب البحريني لملاقاة نظيره النيوزلندي على البطاقة المؤهلة لكأس العالم 2010.

الطامة الكبرى كانت عندما شارك المنتخب في نهائيات كأس أمم آسيا بقطر، فخسر جميع مبارياته التي لعبها أمام سوريا والأردن واليابان، بنتائج 1 - 2 و0 - 1 و0 - 5، مما أدى إلى خروجه من الدور الأول لأمم آسيا، لأول مرة منذ عام 1984.

المشاركة التالية للمنتخب كانت عندما لعب لأول مرة في المرحلة الثانية لتصفيات آسيا المؤهلة لكأس العالم 2014 أمام هونغ كونغ، وانتهت بنتيجة 3 - 0 و5 - 0، وهي محصلة لا تعكس قوة المنتخب السعودي، بقدر ما تظهر ضعف الفريق المنافس.

يؤكد ذلك نتائجه في المرحلة الثالثة لذات البطولة، التي جاءت بتعادلين سلبيين مع عمان وتايلاند، وخسارة على أرضه وبين جماهيره من المنتخب الأسترالي بنتيجة 1 - 3، وتنتظره 3 لقاءات أخرى مع ذات المنتخبات؛ اثنان في الرياض، والأخير في أستراليا.

الغريب أن مركز الهجوم في المنتخب، الذي كان حاضرا وبقوة في عام 2007 وحتى الربع الثالث من 2008، تعاقب عليه منذ ذلك التاريخ وحتى الآن 6 لاعبين، هم ياسر القحطاني ومالك معاذ وسعد الحارثي ونايف هزازي وناصر الشمراني ويوسف السالم، وهؤلاء جميعا شهد أداؤهم هبوطا حادا في المستوى، مما أفقد معظمهم لمراكزهم في أنديتهم لصالح المهاجم الأجنبي، خاصة في الهلال والأهلي والاتحاد والاتفاق والقادسية والنصر، وهي مكونات المنتخب السعودي.

في تقديري، أن اتحاد الكرة الذي حظر التعاقد مع حراس مرمى أجانب للاحتراف في الأندية السعودية عند بداية تطبيقه لنظام الاحتراف، للمحافظة على العناصر الوطنية في هذا المركز، مطالب الآن وقبل أي وقت آخر، بإصدار تشريع يقنن استقطاب أكثر من مهاجم صريح للفريق الواحد، خاصة أن اللاعبين السعوديين لا يزالون غير مقبلين على فكرة الاحتراف الخارجي لأسباب عدة سنناقشها في مقال لاحق.

[email protected]