هل الإعلام الرياضي سخيف؟!

مساعد العصيمي

TT

قبل نحو 4 أعوام طلب خبيرا تطوير كرة القدم السعودية، الفرنسي جيرارد هوليه، والبريطاني ريك بيري، الاجتماع مع إعلاميين سعوديين، كان الحاضران للاجتماع اثنين: عبد الله الضويحي وكاتب هذه السطور.. كان نقاشا طويلا ومفحما مع الخبيرين خص كل مناحي الإعلام ودرجة تأثيرها.. وفجأة استند الخبيران ليفجرا القنبلة أمامنا حينما قالا: إن ما لدينا من معلومات يشير إلى أن الإعلام سبب أولي بنكسة الكرة السعودية!

حقيقةً كانت مفاجأة، ومع هذه الجزئية لن أطيل في تفاصيل الاجتماع؛ لأنه موثق في سجلات التطوير ولدى الخبيرين المذكورين واطلعنا فيما بعد على فحواه.. لكن حق لنا أن نسأل عمَّن صور لهما أن الإعلام الرياضي السعودي قادر على التغيير بكل ما يملك.. وهل دور هذا الإعلام تخريبي تدميري؟

التوطئة أعلاه استخدمتها كي أدلف إلى مفهوم الإعلام الذي يريد المسؤول أن يؤكده، سواء في النادي أو المنتخب.. ومع ذلك لا أنكر على الأمير نواف بن فيصل إبداء استيائه من بعض تمنى خسارة منتخب بلاده.. ويبدو أن فداحة الأمنية دفعته لوصفها بالسخيفة.

من جهتي أشدد على أن الإعلام يراقب ويقيم ويدفع نحو الأفضل.. أما كونه شريكا فتلك مبالغة.. ولن يستطيع أحد أن ينكر على إعلامنا الرياضي دوره الفاعل وارتقاءه بدفعه للحركة الرياضية إلى مواقع أفضل من خلال مصداقية وجرأة لافتتين.

ومع هذا لا ننكر أيضا أن هناك من هو مسيء للعمل الإعلامي.. لكن لماذا توقفنا عند المنتخب؟ ألم يكن هناك مجاهرون برفض كل ما هو محلي؟ لماذا لم نتحرك إزاءهم؟ أليس هناك ممن انتصروا للغريب على السعودي؟ أين كنا حينذاك؟ ألا تتفق معي أن مثل تصرفات أولئك السابقين تستحق وصفها بالسخيفة؟!

نقول: إن الإعلام الرياضي كنظرائه الآخرين ابتلي بدخول من هب ودب، ممن لا يمتلكون الإجادة المهنية والمصداقية والخلق فأساءوا بذلك إلى شرف وقدسية الإعلام الرياضي، وصرنا نسمع عن قصص وحكايات مخجلة من بينها صاحب مقولة «الرزق يتطلب ذلك» فلا يمكن أن يكون راسمو أدوارها وأبطالها إلا من فئة أخطأت طريقها إلى الإعلام الرياضي.. من أولئك الذين حين يختلفون مع أحد لا تجد خلافا موضوعيا بل عبارات نابية وبذيئة فهذه هي لغتهم وهذا هو مستواهم!!

لكن هل هؤلاء هم المقياس؟ الأكيد لا.. لأن لدينا مهمات وقامات صحيفة وإعلامية سامقة، أثرت وطورت هذا الميدان «المحترم» ما زالت تنافح لإبعاد الكثير من الأضرار والتشوهات التي قد تلحق بهذا القطاع.

وبين هذا وذاك، ليس من حقنا أن نرمي بالتبعية كلها على الإعلام وكأنه بات من الأزمات المضرات كما تصور الخبيران.. بل يجب أن نصلح العمل الكروي من الداخل، نقوي أركانه بحيث لا يصبح هشا تبعثره أي ريح إعلامية عاتية.. وحتى على الأقل لا يتوقف عند أمنية «سخيفة»؟!

[email protected]