حملة: وش دخلك يا طلال؟

مسلي آل معمر

TT

لا جدال أن في النصر هذه الأيام وجبة لذيذة لمن أراد أن يكتب، فكل ما على الكاتب فقط هو أن يحتار في اختيار القضية التي يود أن يطرقها، فمن حملة (أبشر يا طلال) إلى (وش دخلك يا طلال) مرورا بالنتائج والمستويات التي يقدمها الفريق، ما بين كل هذه الأحداث يلمح المتابع أن النصر يتغير ولكن إلى الأسوأ ويمشي ولكن إلى الخلف ولا يزال بارزا، لكن في وسائل الإعلام فقط!

جاء الأمير طلال بن بدر وكله حماس للم الشمل وتوحيد الصف وإعادة النصر إلى وضعه الطبيعي، جاء بحماس وتفاؤل مفرط لا يختلف عن تفاؤل وحماس شقيقه الوليد بن بدر، إنه التفاؤل الذي دائما ما يصطدم بالواقع المحبط الذي كرسه الأنا المتضخم لدى البعض، كما أنه الحماس الذي دائما ما يضع الشقيقين في مواجهة مباشرة مع الجمهور والإعلام ليخوضا المعارك نيابة عن الآخرين ربما بحسن نية، ثم يجدان نفسيهما في النهاية يقاتلان في الساحة وحديهما وسط فرجة من أصحاب القضية الحقيقيين الذين يملكون من الشخصيات والوجوه أشكالا وألوانا يظهرونها حسب ما يتطلبه الموقف وما يريده الجمهور!

لست ضد طلال بن بدر في ما يفعله الآن ولست معه تماما، لأنني أعتقد أن العملية بسيطة جدا وعلاقته بالإدارة تؤطرها اللوائح، فرئيس النادي من حقه أن يختار الفريق الإداري الذي يعمل معه ومن حقه أن يتمسك بهم، بينما من حق هيئة أعضاء الشرف وأعضاء الجمعية العمومية أن تحاسب إدارة النادي على النتائج وعلى السياسة المالية، وإذا رأت الهيئة أن العمل لا يسير في الطريق الصحيح وأن الإدارة غير قادرة على الإصلاح، فمن حق أعضاء الجمعية العمومية الدعوة إلى جمعية عمومية غير عادية والتصويت على حل مجلس الإدارة. هذه هي العلاقة باختصار، لكن يبدو لي أن الأمير طلال حاول أن يشارك في عملية الإصلاح دون أن يفكر في القرار الصعب. إنه بالفعل خيار صعب وليس من السهل تنفيذه لاعتبارات ليس لها علاقة بالرياضة ولا بالإدارة، لكن ما ذنب جماهير النصر التي عانت الصبر والوعود والانكسارات.. هل كتب على هذه الجماهير أن تكون ضحية أعضاء شرف إما يتصارعون أو يجامل كل منهم الآخر على حساب النادي؟

إنه قدر النصر الذي وضعه بيد رئيس لا يسمع مشورة المخلصين من أعضاء الشرف ولا يتعلم من أخطائه ولا يفي بوعوده ، ونائب ومدير متمسكان بمنصبيهما حتى وإن كانت النتيجة انقساما شرفيا حادا، إلى جانب مجلس أعضاء شرف يجامل على حساب النادي وتاريخه، بينما بقى الجمهور يبحث عن الحقيقة التي توارت مع شفافية الإعلام والإعلاميين!