«تسلل»!

عادل عصام الدين

TT

الحظ.. وقليل من المتابعة.. وبعض الجهد عوامل تلعب دورا في اختيار رئيس النادي.. ثم إسناد عضوية الإدارة.

أليس من الظلم أن «يتسلل» من يدعي حب النادي وعشقه ويقود النادي.. ويأكل الأخضر واليابس.. وقد يلجأ لتقديم «ديون» للنادي ثم يأخذ حقوقه كاملة قبل أن ينصرف.. في حين أن السبب الوحيد لاختياره كان منصب «رجل أعمال»؟!

لأنه رجل أعمال كبير.. عرف بحبه للنادي.. فقد تم اختياره. أما عن خلفيته وكفاءته وخبرته الرياضية فهي في واقع الأمر «صفر». أي إن الجانب «المالي» في الاختيار تغلب على الجانب الإداري.. والرياضي. فإذا تقاعس رجل الأعمال «الرئيس» عن دعم النادي فإن المحصلة في نهاية الأمر «كارثة» بالمفهوم الرياضي.

ولذلك يفضل المرء أن يتم اختيار رئيس تنفيذي.. أي بالكفاءة على أن يجد الدعم من «الكبار».. وعلى أن تتم مراقبة أدائه وليس كما يحدث في بعض أنديتنا الآن.

تقدم الملايين للرئيس الذي يفترض أن الكفاءة هي التي أحضرته للنادي.. لكن «أوجه» الصرف غير المراقب قد تقود أيضا إلى «كارثة».. بالمفهوم الرياضي.

أما أسوأ الرؤساء فهو الذي لا يعطي بأي شكل من الأشكال. لا يقدم الجهود والفكر.. ولا الدعم المالي.

مر.. على أنديتنا.. الكبيرة منها والصغيرة.. رؤساء استفادوا كثيرا.. عرفتهم الجماهير.. بيد أنهم لم يقدموا «هللة» واحدة.. فلماذا تم اختيارهم في الأصل.. إذا كان هناك الآلاف من المشجعين والعاشقين ممن يفوقونهم متابعة لأحوال النادي؟!

أنديتنا بحاجة إلى رؤساء يملكون المال ولا يبخلون بتقديم ما يجب، ويملكون الفكر والخبرة والنضج والرغبة في خدمة الرياضة أيضا.

«حرام».. يأتي رئيس محسوب في الأصل على «رجال الأعمال» وتكتشف بعد رحيله أنه لم يقدم أي شيء، بما فيها الديون التي فرضها على النادي في وقت من الأوقات!

«وحرام»... أن يأتي رئيس يفترض أنه أكفأ من غيره إداريا.. ونكتشف في النهاية أنه استفاد.. واستفاد وكان «كل همه» أن يستفيد... «وآخر همه» أن يفيد!

إن مسؤولية أعضاء الشرف أن يختاروا الأفضل بالفعل، ومسؤولية الجهات الرسمية أن تتابع وتراقب.. فمن الظلم ألا يكون لكرسي رئاسة النادي.. ثمن يقدم سواء كان ذلك بالمال أو الخبرة الواسعة والجهد الكبير والقيادة الحكيمة.

[email protected]