انفصال ناديي ميلانو بعد فوز الميلان وخسارة الإنتر

باولو كوندو

TT

في الليلة التي يفشل فيها نابولي في محاولة أخرى له لاعتلاء قمة الدوري الإيطالي تنفصل أقدار الإنتر والميلان، وسنرى في المستقبل إذا كان ذلك بشكل نهائي أم لا، بدءا من تشكيلة الفريقين على الورق. فقد اضطر رانييري، مدرب الإنتر، الذي لديه بالفعل عدد قليل من اللاعبين الشباب، بسبب الإصابات والاستبعادات إلى شحن بطارية لاعبيه العواجيز بالكامل ونتج عن ذلك رد فعل ضعيف. أما أليغري، فعلى العكس، يوجد كل لاعبي فريقه كبار السن في عيادة النادي بسبب الإصابة، الأمر الذي سمح لمدرب الميلان بتقليل متوسط أعمار فريقه بشكل كبير أخيرا، بالطاقة التي هو في حاجة إليها.

وبغض النظر عن اختلاف الصعوبات التي تم فرضها من جانب الفريقين الصقليين اللذين واجها ناديي ميلانو (حيث كان كاتانيا الذي استضاف الإنتر على ملعبه أخطر 3 مرات من باليرمو الذي حل ضيفا على الميلان في سان سيرو) فليس هناك شك بأن ليلة الميلان كانت مليئة بالسرعة والاندماج والتفوق ولا سيما التفاهم بين اللاعبين الذي يتناسب عكسيا مع الإجهاد البدني الذي ظهر عليه الإنتر. وإذا ما أضفتم إلى ذلك، بشكل أساسي، عودة روبينهو والانسجام، الأكثر سهولة دائما، لنوتشيرينو وأكويلاني مع باقي الفريق، فضلا عن نضج اللاعبين الشباب (مثل أباتي وأنطونيني) الذين كان هناك صبر عليهم بإصرار، ستكون لديكم أبعاد فريق في طريقه للطفو سريعا على سطح جدول الدوري.

أما الإنتر، فعلى العكس، خسر مباراته أمام كاتانيا في اللحظة التي انخدع فيها بكونه عاد فريقا كبيرا مرة أخرى. حدث ذلك في مستهل الشوط الثاني، بعد أن نجح في الشوط الأول. ولكن طريقة التكتل الدفاعي والاعتماد على الهجمة المرتدة كانت في المباراة أشبه بالأزياء التي تم نسجها بشكل تقليدي على أجساد غير بدينة. ولكن ينبغي أن تكون نقطة قوة هذه الطريقة، على العكس، في سموها الخططي الطريقة - إذا لم يكن اسمك مايكون لكنت وجهت الكرة التي نتج عنها هدف الإنتر في الشوط الأول في المدرجات وإذا لم يكن اسمك كامبياسو لما استقبلتها بهذا الشكل ولربما انتهى بها الحال عند الراية الركنية - ولكن الإنتر بدء الشوط الثاني متقدما بخط الدفاع نحو وسط الملعب مسببا لنفسه الإزعاج نتيجة خروج لوسيو المعتاد في غير وقته المناسب: وفي غضون خمس دقائق من الشوط الثاني انتهى الأمر وتمكن كاتانيا من تسجيل الهدفين، وكما أقر رانييري بروحه الرياضية المعتادة أن ضربة الجزاء التي جاء منها هدف كاتانيا الثاني، والتي كانت وهمية في الواقع، منحت الحياة لأصحاب الأرض. وربما أن عودة الهولندي شنايدر المنشودة، والمتوقع لها مباراة الإنتر القادمة أمام ليل الفرنسي في دوري أبطال أوروبا، ستكون سببا حقيقيا للشعور بمهارة هذا الفريق. ولكن وفقا للطريقة التي تم وضع الأمور بها، مع احتمالية القيام بعملية إصلاح شاملة لا مفر منها الآن، تبدو لقاءات الإنتر في دوري الأبطال هي الأفق الوحيد الذي يمكن اتباعه من قبل هذا الفريق الذي ليس فحسب لن يتمكن من الصراع على الفوز بلقب الدوري المحلي بل سيجد أيضا صعوبة في إنهاء البطولة المحلية بين أول 3 فرق.

ومما لا شك فيه أن المركز المتأخر الذي يوجد به الإنتر يشكل فضولا إحصائيا لهذه اللحظة من عمر الدوري الإيطالي. ولكن في تاريخ هذه البطولة المحلية لم ينجح أي فريق في الوصول بعيدا بعد أن خسر 4 مباريات من أول 6 لقاءات خاضها في البطولة. وبهزيمة نابولي أمام بارما أيضا وصل فريق والتر ماتزاري إلى الهزيمة الثانية له خلال الـ6 جولات التي تم لعبها حتى الآن. ولكن هذا الأمر لا ينبغي أن يؤثر على استعدادات فريق نابولي لمباراته أمام بايرن ميونيخ في الشامبيونز ليغ.