أسامة والهلال.. من يخسر من؟!

هيا الغامدي

TT

تبرز القضية الزمنية الانفصالية من قضايا تجديد العقود الهلالية مع اللاعبين المنتهية عقودهم أو الوشيكة كل مرة بشكل مختلف! وعلى الرغم من أن الإدارة تواجه حاليا مأزق تجديد عقود أكثر من لاعب مهم وبمركز حساس فإن القضية الأبرز، واسمحوا لي أن أسميها كذلك، هي لأسامة هوساوي، اللاعب متناهي الطموح الذي يريد ولوج الاحتراف من الباب الأعظم، وهذا حقه كلاعب مميز وجد الطريق للاحتراف، نعم قرأنا عن النوايا الأوروبية المقدمة له من عدد من الأندية الشهيرة، وإن لم يوجد العرض الذي يفعل تلك النيات ولا أي مؤشرات فعلية كحقيقة.

أما الأحاديث والوعود فأعتقد أنه متى ما تصور اللاعب أو اعتقد مجرد اعتقاد أنه «هو ومن بعده الطوفان»، فأعتقد أنه سيضرب بنفسه مسمارا بنعشه تراجعا وانهيارا! ومن الضروري أن تدرك إدارات أنديتنا جميعا، وليس الهلاليون فقط، أنه متى ما وجد العرض الأنسب «من الداخل» كتجربة وإفادة للاعب أكثر من الماديات فيجب أن يعمل النادي على تسهيل احترافه، لكن للأسف هناك أندية تضر بمصلحة لاعبيها والكرة السعودية ككل على مستوى النادي والمنتخب، فأحيانا يقدم العرض الجيد كتجربة وخبرة ومسمى وتأثير ويلغي ذلك أصحاب القرار بجرة قلم توقع على شيك يحمل أضعاف المبلغ المقدم من العرض، وبالتالي يعتبر ذلك جهلا من الإدارة وسوء تصرف؛ لأنها فضلت الهدف القريب على بعيد المدى!

ولأن هوساوي المدافع الدولي الأبرز حاليا، فيفترض أن تجد الإدارة طريقها لتجديد عقده، وبالوقت نفسه يجب ألا تقف بطريقه متى ما قدم له العرض الخارجي الأفضل. وأتمنى أن تربط تلك المسألة بتلك التي خسر إثرها الهلال أسماء ذات تأثير ودعم إيجابي! يا هؤلاء انظروا ما الذي حل بالفريق هذا الموسم من تأثير غياب لاعبين مؤثرين تخلت الإدارة عن التجديد لهم أو قبلت بانتقالهم فنيا ونتائجيا ولا تعلقوا المسألة بتغيير المدربين، ليست هناك علاقة!

أعتقد أن منطقة الظروف من الجهتين مسألة مهمة وبالذات على مستوى النجم أكثر من النادي؛ فأحيانا يضر اللاعب بنفسه وهو يتجه للقيمة الأعلى ويغفل البيئة التي سيتعايش معها، فإما يبرز ويستمر وإما يطمر ويضمحل ويبتعد عن دائرة الأضواء!

بالنسبة لهوساوي الذي لم يبقَ ثابتا على مستواه صراحة مع أنه أفضل من غيره بمركزه، فعليه أن يخرج من ذهنه جانب الأفضلية وإن استحقها وأن يأخذ بإشادة صديق الهلاليين، غيريتس، الذي قال إنه اللاعب السعودي الوحيد الذي يمكنه الاحتراف بأوروبا كدعم معنوي ودفعة إيجابية بعيدا عن الغرور والنرجسية التي قد تفتك بالأحلام محليا وخارجيا!

فالإشكالية الأبرز أنه لا يوجد سقف واضح ومحدد لعقود اللاعبين المحليين أو الأجانب متفق عليه ومعمول به، والمسألة عائدة لأمزجة الجيوب وأشبه بسوق كبير فيه الحيتان والأسماك الصغيرة وفيه الجرذان! والطفيليون الذين باتوا يخلطون بين الأمور وقيمة عقود اللاعبين بغية التأثر برياح التغيير وأخذها لغير وجهة، يتناسون أن لكل عقد معايير للتفضيل بالزيادة أو النقصان، والمسألة ليست بالعشوائية ولا الاعتباطية ولا المزاجية وليس فيها شخصنة ولا عنصرية ولا تمييز.. افهموا فقط!