سيبقى الأمل ما بقيت الروح!

هيا الغامدي

TT

على الرغم من قوة تشونبوك الكوري الجنوبي المبرمج نتائجيا للمرحلة الحالية نصف النهائي القاري والذي لاقى ممثلنا الاتحاد بجدة، وعلى الرغم من علم الاتحاديين جميعهم كبيرهم وصغيرهم يتقدمهم الداهية «ديمتري» صاحب السابقات الإيجابية بسماء آسيا 2004-2005م بقوة الفريق الكوري و«عناده» للفرق التي تحدى من خلالها «هوامير الشرق»، فإن المستوى والطموح والعزيمة والإصرار والمصهورة جميعها في بوتقة الروح لم تكن موجودة ولا مرئية ولا محسوسة!

نعم كنا وما زلنا وسنبقى على قناعة خاصة بأن الاتحاد أكثر الفرق السعودية قوة ومسؤولية وطموحا وإنجازا على أرضه وبين جماهيره المؤثرة والداعمة لخطواته المحلية والخارجية لكن بالأمس لم نكن لنقنع بأن تلك الدعائم موجودة أو مؤثرة على الأقل بتحركات وانطلاقات غير محسوبة يغلب عليها التباطؤ والضياع لا و«أم المصائب»التسجيل بالخطأ في المرمى!؟ وكأنها الطريقة التي أراد من خلالها الاتحاديون أن يعبروا عن حفاوتهم بأصحاب العيون الضيقة!

فإذا كان ذلك المستوى وتلك المنهجية والطموح أكثر ما نستطيعه أمام الكوريين على أرضنا وبين جمهور الكرة السعودية الغفير الذي حضر بكافة أطيافه لدعم ممثل الوطن فما العمل بكوريا؟! خاصة أن العميد الأمل «الوحيد» بهذه الموقعة الآسيوية.. ولكن؟

«لكن».. هذه كم أجدها صعبة ومتعبة واسألوا الظروف عن إجابات لها مقنعة وديناميكية؟! يعني لو بحثنا من داخل النسيج الذهني الاتحادي الذي تتوقف عنده تحركات الفريق وتنطلق من نقطة مركزية شبه وحيدة ومركزية.. لـ«محمد نور»، فأنا أشفق على قائمة حلول هذا النجم الذي لا نكف عن تحميله جملة الظروف والضغوط والمسؤولية وكأنه مالك مصباح علاء الدين! أتفق معكم أن المسؤولية هي لأمثاله ولكن ليس منصفا أن تحمل بركة فريق أو إثمه على لاعب واللعبة جماعية!! وبصراحة العناصر الاتحادية يعاب عليها خذلانها للتوقعات والمزاجية التي «تسرطن الظروف» وتعبث بكيمياء الهدف، حتى معنويا ليس فقط تكتيكيا أو فنيا، وبالتالي تأتي حلول التعويض بما ليس منه بد ولا نفع ولا فائدة كالنرفزة والأخطاء.

المهم والأهم حاليا ليس البكاء على الأطلال ولا على اللبن المسكوب يا عقلاء الاتحاديين، ولا «الشماتة» بالنسبة للمرضى والمتصيدين، المهم كيف أعمل على عبور الظرف الحالي المتمثل بوجوب الفوز بفارق هدفين بالموقعة القادمة إيابا؟! ديمتري مطالب باللعب على أخطاء الفريق من خلال دراسة كافة النقاط وتحليل السلبيات ولملمة خط دفاعه الذي توصل الكوريون لتفكيكه والضرب من خلاله على خاصرة الاتحاديين وذلك ما صرح به مدرب تشونبوك الشقي، إضافة لتشغيله ميزة اللعب السريع والارتداد والضغط المستمر وقبلهما الانضباطية كأبرز ما تتمتع به الجينات الكروية الكورية من مزايا، هي صعبة بالعقل وبالعاطفة أيضا وبكل الطرق هي كذلك، «لكن» مع العمل والتخطيط وتفنيد الأخطاء سهلة وممكنة وبالروح كسلاح معنوي والتعبئة النفسية والذهنية ستستفيق العناصر وتستحيل العراقيل، ليست التصاريح ولا الوعود كافية فدائما الجود من الموجود، فقط فعلوا الأمل والذي يتطلب «دماغا رائقة» من ديمتري ومجهود وطني وذاتي للاتحاديين كعناصر يجب أن تعبر المانش الكوري حجر العثرة السنوات الأخيرة بالوصول للبطولة الأهم، هي سهلة متى ما أردناها، و«أم المستحيل» متى ما أغلقناها.. اللهم يسر الطريق.